"كاد المعلم أن يكون رسولا " ، عبارة ظلت الأجيال ترددها تمجيدا لمهنة سمتها الأساسية الشرف والنبل ، لكن في عصرنا نرى أن العديد من المنابر الإعلامية أصبحت تستنجد بها بغية افتتاح سيل من الإنتقادات التي ترمي إلى تدنيس صورة مربي الأجيال ومعلمها.
لا يمكن لأحد من أن يحصي عدد المرات التي تبث فيها القناة الثانية، مثلا ، قضايا لرجال تعليم متهمين بالتحرش الجنسي ، رغم أنه في غالبية الأحيان يتم نقل الخبر قبل التأكد ما إذا كان صحيحا أم مجرد افتراء.
كما أن كيفية نقل مثل هذه الأخبار توضح بشكل جلي النزعة الإنتقامية التي تحكم جل الإعلاميين المغاربة، وهو ما يترجم أساسا الهجمة الشرسة للإعلام على من جعله شوقي رسولا .
وفي نفس السياق نرى كيف تتضامن جمعية اباء وأولياء التلاميذ في مثل هذه القضايا مع الجهات المسؤولة حتى ينال الأستاذ أقصى العقوبات ،لكن سرعان ما ننسى قضية أستاذة فقدت عينها(أستاذة شيشاوة) أو أستاذ كاد أن يذبح من الوريد إلى الوريد( أستاذ اللغة الفرنسية بسلا)، بل أكثر من ذلك نحاول أن نبرأ التلميذ باعتباره مجرد ضحية للمجتمع وأنه يعاني اضطرابات نفسية وهو ما جعله يقدم على هذا الفعل رجل التعليم : من رسول للعلم إلى عدو.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire