كثيرا ما نسمع و نقرأ أن عسو اوباسلام كان مقاوما شرسا ضد الاستعمار الفرنسي إبان حمايته لنظام الاستبداد المخزني بالمغرب و هذه حقيقة لا ينكرها أحد. فهذا الرجل بفضل دهائه و قدراته التي يعترف بها العدوان الرئيسيان لأيت عطا, فرنسا و المخزن, استطاع أن يشكل جبهة عسكرية منظمة على جبال صاغرو الذي تسكنه قبائل ايت عطا ليهزم الاحتلال في المعركة الشهيرة التي انطلقت من جبل "اوليلي" لتسقط شهامة فرنسا على قمة جبل بوكافر في ملحمة أبان فيها الأمازيغ عن حنكة و تبصر استطاعوا بهما أن يؤكدوا تشبث الأمازيغي بالحرية و الكرامة و الاستقلال. لكن كيف خان عسو اوباسلام ايت عطا؟
لا يمكن أن يتصور أحد و هو يقرأ أو يسمع عن هذا الأسد إمكانية خيانته لبني جلدته بعد ما قدمه من تضحيات لنيل الحرية و الكرامة أو بعد كل تلك المناصب الكبيرة التي انتخب من أجلها من قبل العطاويين و لعل أهمها انتخابه رئيسا أعلى يحكم جبال صاغرو في وقت تحالفت فيه "الملائكة" مع الشيطان لإسقاط استقلالية الأمازيغ عن المركز و وفاءهم للأعراف الديمقرطية في تسيير شؤونهم.
لن يتخيل أحد ذلك خاصة و أن الخيانة ليست من شيم الأمازيغ و أن العطاويين لن ينتخبوا رئيسا لهم يتصف بمثل هذه الصفات الذميمة, فليس سهلا أن تكون "أمغار نوفلا" في العرف العطاوي ما لم تكن لك دراية كاملة بما تتخبط فيه القبَائل من مشاكل و تكون ذو شخصية قوية تؤمن بهذه الجبال كموطن لايت عطا الذين رفضوا سلطة المخزن على مر العصور. لكن هل يكفي أن تنتسب للأمازيغ و تكون ذو شخصية قوية و رئيسا أعلى لتنجو من تهمة الخيانة ؟
إذا استعرضنا محطات مهمة من حياة هذا الرجل أثناء معركة الحرية و قبلها سنقف على هرم مقاوم شجاع لا يخشى الموت في سبيل جبال "عطا" الذي تنتسب إليه هذه القبائل. لكن ماذا تغير بعد استنجاد فرنسا بالطيران الحربي و حصارها للجبل الذي أسقط جبروت "الرجل الأحمر" الجنرال بورنازيل الذي جيء به لإخماد ثورة العطاويين ضد سلطة الكلاوي الممثلة للإستعمار? كيف أصبح عسوا قائدا على قيادة إكنيون؟ و كيف ينظر إليه أبناء صاغرو اليوم سواءا ممن عايشوا فترة القائد عسوا أو أولئك الذين أتو بعده؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire