تحليل
جمال
. الصراع ليس بين
نظامين، بل هو بين شعب عريق في المغرب و نظام لقيط في الجزاير . قضية
الصحراء ليست قضية نظام وحده في المغرب، بل هي قضية شعب بكل تلاوينه، و هو
مستعد لقلب العالم راسا على عقب من اجل الدفاع عن حقوقه التاريخية و
استكمال وحدته الترابية اينما كانت. اما في الجزاير فالشعب غير معني بقضية
الصحراء و بعصابة البوليساريو ، الربيب الذي حملته الجزاير سفاحا كي ينافس
المواطن الجزايري في قوته و مصدر رزقه. شتان اذن بين النظامين و بين
القضيتين، فلا مجال للمغالطة. و حتى اذا اردنا المقارنة جدلا بين النظامين،
فلن نجد هناك مجال للمقارنة بين نظام شاب و لا يزيد معدل العمر عند حكامه
عن 45 سنة، و بين نظام هرم يزيد معدل العمر عند حكامه عن 70 سنة، و لا
زالوا يعيشون على نغمات الحرب الباردة و روح المكيدة و اللون الواحد، و
البطولات الكرتونية. فهل تصح المقارنة بين المريض و الصحيح ؟ لو كان النظام المغربي متهورا مثل غريمه الجزايري لكانت المصايب قد عصفت بالمنطقة و لكانت اليوم اطلالا و خرابا. النظام الجزايري نظام بنى عقيدته على استحمار الشعب عن طريق ادعاء الموءامرة، و ان الذياب محيطة بالجزاير من كل جانب، و وحده النظام الخرب في استطاعته حماية البلاد، و لقد تفنن كثيرا في تصدير الازمة قصد صرف الانتباه عن الواقع المر و المزري الذي تسير نحوه الجزاير ارضا و شعبا.
هل يجوز ان نضع في سلة واحدة نظاما انصرف لخدمة وطنه رغم قلة الامكانيات، فجعل من بلدة مثالا يحتدى في المنطقة العربية و الافريقية، و بين نظام صرف خيرات بلدة في الفتنة و المكيدة، فزرع الموت في المنطقة المغاربية و الافريقة، عن طريق العصابات الارهابية التي صنعت في الجزاير من طرف النظام نفسه ، فصدرها لدول الجوار بعد ان دبح بها ازيد من نصف مليون جزايري، انتقاما منه على حلمه بالديموقراطية و الانعتاق من الخونة الذين عملوا على تصفية رموز الثورة الجزايرية منذ فجر الاستقلال المزعوم.
لا مجال اذن للمقارنة، ولا تصح و لو بهدف التلطيف او الاستحمار.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire