العلاقة بين تغيّر المناخ والطقس -------------------------- -------
يعرف المناخ بأنه معدّل الطقس, وبالتالي، يتداخل المناخ والطقس. تشير الدراسات إلى إن تغيّرات قد طرأت على الطقس, وفي الواقع، تُحدّد إحصاءات التغيّرات في الطقس مع الوقت تغيّر المناخ. وعلى الرغم من إرتباط المناخ والطقس إرتباطاً وثيقاً إلا أن اختلافات كبيرة تفصلهما عن بعضهما. وكثيراً ما يتم الخلط بين المناخ والطقس عندما يُسأل العلماء عن إمكانية التنبؤ بطقس خمسين سنة مقبلة فيتعذّر عليهم التنبؤ بالطقس لبضعة أسابيع مقبلة, إذ تجعل طبيعة الطقس المختلطة عملية توقعه مستحيلة على مدى أيام.
ويختلف عن ذلك توقع التغيّرات في المناخ (كمعدّل الطقس على المدى البعيد) الذي يتأتى من التغيّرات في تكوين الغلاف الجوي ومن عوامل أخرى, وهو ليس بأمر يصعب التحكم به. فمن المستحيل تحديد موعد وفاة أي شخص من الأشخاص، ولكن يمكن الجزم، بثقة، بأن معدّل الوفاة في الدول الصناعية يناهز ٧٥ عاماً. ومن الأمور التي غالباً ما يخلط الناس فيها هــــو الإعتقاد بأن شتاء بارداً أو وجود نقطة مبرّدة على الكرة الأرضية يدلّ على عدم وجود إحترار عالمي. إذ أن هناك دائماً حدود للبرد وللحر على الرغم من تبدّل قوتها وتواترها بسبب تغيّر
المناخ. لكن، يتبين أن الإحترار العالمي قد يبدأ عندما يكون معدّل الطقس واحداً في مختلف الأزمنة والأمكنة.
يبذل علماء الأرصاد الجوية جهوداً جبارة بغية دراسة التطور اليومي لأنظمة الطقس ومن أجل التوصل إلى إمكانية التنبؤ بها. ويستطيع علماء الرصد الجوي التنبؤ بالطقس لعدة أيام مقبلة من خلال استخدام المبادئ الفيزيائية التي تحدد كيفية تحرك الغلاف الجوي وكيفية إرتفاع حرارته أو إنخفاضها، بالإضافة إلى تساقط الأمطار والثلوج وتبخر المياه. فالعامل الأساسي الذي يعيق التنبؤ بالطقس لأكثر من بضعة أيام هو خاصية دينامية يتميز بها الغلاف الجوي. في العام ١٩٦٠، اكتشف عالم الأرصاد الجوية إدوار لورنز أن تغيّرات بسيطة في الشروط الأساسية قد تؤدي إلى نتائج مختلفة جداً في مجال توقع حال الطقس. هذا ما يسمى بتأثير الفراشة: فمن حيث المبدأ، يمكن للفراشة التي ترفرف بجناحيها (أو تؤدي ظواهر صغيرة أخرى) في مكان محدد إن تبدل نمط الطقس المقبل في مكان قريب. وأهم ما في هذه النظرية هو أنها تبين قدرة التغيّرات البسيطة، التي يملكها بعض المتحركات، على إحداث تقلبات عشوائية ظاهرة في الأنظمة المركبة.
غير أن النظرية العشوائية الهيّولية هذه لا تؤدي إلى غياب النظام, وعلى سبيل المثال، قد يبدل تغيير بسيط في الشروط السابقة لتاريخ الإعصار اليوم الذي يضرب فيه الإعصار أو وجهة السير التي سيسلكها، غير أن معدّل الحرارة والتهطال (المناخ) سيبقى على حاله.
ومن المفيد أن تتم دراسة المناخ وكأنه تعاطٍ مع شروط مسبقة للطقس لأن المشكلة الكبرى التي تقف عقبة أمام توقع الطقس هي معرفة كافة الشروط في مرحلة بداية التوقع.
ولمزيد من التحديد، يمكن النظر إلى المناخ من خلال دراسة نظام الأرض بشكل عام، بما فيه الغلاف الجوي والأرض والمحيطات والجليد والكائنات الحية (راجع الرسم ١) التي تشكل الشروط العامة لتحديد أنماط الطقس. وعلى سبيل المثال, تتم الإشارة إلى تأثير النينيو على المناخ في سواحل البيرو. ويضع النينيو حدود التطور المحتمل لأنماط الطقس التي يمكن أن تتأتى عن التأثيرات العشوائية. أما النينا فيضع حدوداً أخرى.
ويتبلور مثلٌ أخر عند المقارنة العادية بين الصيف والشتاء. وينتج تبدل المواسم عن التغيّرات في الأنماط الجغرافية للطاقة التي يمتصها نظام الأرض ويعاود عكسها. وبهذه الطريقة ترتسم توقعات المناخ المستقبلي من خلال التغيّرات الأساسية في الطاقة الحارة لنظام الأرض، وعلى وجه التحديد من خلال المفعول المتزايد لآثار الدفيئة التي تحجز الحرارة قرب سطح الأرض بسبب كمية ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى المنبعثة منها في الغلاف الجوي. وتختلف عملية توقع التغيّرات التي يمكن أن تطرأ على المناخ من جرّاء غازات الدفيئة في الخمسين سنة المقبلة عن عملية توقع أشكال الطقس لأسابيع مقبلة، كما أن الأولى هي مشكلة يمكن حلها بسهولة. وبكلام أخر، يسهل توقع التحولات البعيدة المدى الناتجة عن التغيّرات في الغلاف الجوي أكثر من التنبؤ بأحداث مناخية مستقلة. فلا يمكن توقع نتيجة رمي قطعة نقدية أو حجر الزهر، لكن يمكن توقع السلوك الإحصائي لعدد كبير من المحاولات.
لقد توصل العلماء إلى القول إنّ تصرفات الإنسان باتت عاملاً أساسياً ومسؤولاً عن الإحتباس الحراري الملحوظ في السنوات الخمسين الأخيرة، إلى جانب عدة عوامل أخرى ما زالت تؤثر بالمناخ. أما التغيّرات المناخية الناتجة عن الإنسان فتتأتى من التغيّرات الحاصلة في
كميات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي ومن الجزئيات الصغيرة (الهباء الجوي) ومن التغيّر في إستعمال الأراضي مثلاً. ويتسبب تغيّر المناخ بتأثر التوقعات حول بعض أشكال الطقس. وعلى سبيل المثال, بسبب إرتفاع حرارة الأرض، أصبحت بعض ظواهر الطقس أكثر تواتراً وأكثر قوة (كالموج الحار والأمطار الغزيرة) على عكس ظواهر أخرى باتت أقل تواتراً وحدة (كالبرد الشديد).
يعرف المناخ بأنه معدّل الطقس, وبالتالي، يتداخل المناخ والطقس. تشير الدراسات إلى إن تغيّرات قد طرأت على الطقس, وفي الواقع، تُحدّد إحصاءات التغيّرات في الطقس مع الوقت تغيّر المناخ. وعلى الرغم من إرتباط المناخ والطقس إرتباطاً وثيقاً إلا أن اختلافات كبيرة تفصلهما عن بعضهما. وكثيراً ما يتم الخلط بين المناخ والطقس عندما يُسأل العلماء عن إمكانية التنبؤ بطقس خمسين سنة مقبلة فيتعذّر عليهم التنبؤ بالطقس لبضعة أسابيع مقبلة, إذ تجعل طبيعة الطقس المختلطة عملية توقعه مستحيلة على مدى أيام.
ويختلف عن ذلك توقع التغيّرات في المناخ (كمعدّل الطقس على المدى البعيد) الذي يتأتى من التغيّرات في تكوين الغلاف الجوي ومن عوامل أخرى, وهو ليس بأمر يصعب التحكم به. فمن المستحيل تحديد موعد وفاة أي شخص من الأشخاص، ولكن يمكن الجزم، بثقة، بأن معدّل الوفاة في الدول الصناعية يناهز ٧٥ عاماً. ومن الأمور التي غالباً ما يخلط الناس فيها هــــو الإعتقاد بأن شتاء بارداً أو وجود نقطة مبرّدة على الكرة الأرضية يدلّ على عدم وجود إحترار عالمي. إذ أن هناك دائماً حدود للبرد وللحر على الرغم من تبدّل قوتها وتواترها بسبب تغيّر
المناخ. لكن، يتبين أن الإحترار العالمي قد يبدأ عندما يكون معدّل الطقس واحداً في مختلف الأزمنة والأمكنة.
يبذل علماء الأرصاد الجوية جهوداً جبارة بغية دراسة التطور اليومي لأنظمة الطقس ومن أجل التوصل إلى إمكانية التنبؤ بها. ويستطيع علماء الرصد الجوي التنبؤ بالطقس لعدة أيام مقبلة من خلال استخدام المبادئ الفيزيائية التي تحدد كيفية تحرك الغلاف الجوي وكيفية إرتفاع حرارته أو إنخفاضها، بالإضافة إلى تساقط الأمطار والثلوج وتبخر المياه. فالعامل الأساسي الذي يعيق التنبؤ بالطقس لأكثر من بضعة أيام هو خاصية دينامية يتميز بها الغلاف الجوي. في العام ١٩٦٠، اكتشف عالم الأرصاد الجوية إدوار لورنز أن تغيّرات بسيطة في الشروط الأساسية قد تؤدي إلى نتائج مختلفة جداً في مجال توقع حال الطقس. هذا ما يسمى بتأثير الفراشة: فمن حيث المبدأ، يمكن للفراشة التي ترفرف بجناحيها (أو تؤدي ظواهر صغيرة أخرى) في مكان محدد إن تبدل نمط الطقس المقبل في مكان قريب. وأهم ما في هذه النظرية هو أنها تبين قدرة التغيّرات البسيطة، التي يملكها بعض المتحركات، على إحداث تقلبات عشوائية ظاهرة في الأنظمة المركبة.
غير أن النظرية العشوائية الهيّولية هذه لا تؤدي إلى غياب النظام, وعلى سبيل المثال، قد يبدل تغيير بسيط في الشروط السابقة لتاريخ الإعصار اليوم الذي يضرب فيه الإعصار أو وجهة السير التي سيسلكها، غير أن معدّل الحرارة والتهطال (المناخ) سيبقى على حاله.
ومن المفيد أن تتم دراسة المناخ وكأنه تعاطٍ مع شروط مسبقة للطقس لأن المشكلة الكبرى التي تقف عقبة أمام توقع الطقس هي معرفة كافة الشروط في مرحلة بداية التوقع.
ولمزيد من التحديد، يمكن النظر إلى المناخ من خلال دراسة نظام الأرض بشكل عام، بما فيه الغلاف الجوي والأرض والمحيطات والجليد والكائنات الحية (راجع الرسم ١) التي تشكل الشروط العامة لتحديد أنماط الطقس. وعلى سبيل المثال, تتم الإشارة إلى تأثير النينيو على المناخ في سواحل البيرو. ويضع النينيو حدود التطور المحتمل لأنماط الطقس التي يمكن أن تتأتى عن التأثيرات العشوائية. أما النينا فيضع حدوداً أخرى.
ويتبلور مثلٌ أخر عند المقارنة العادية بين الصيف والشتاء. وينتج تبدل المواسم عن التغيّرات في الأنماط الجغرافية للطاقة التي يمتصها نظام الأرض ويعاود عكسها. وبهذه الطريقة ترتسم توقعات المناخ المستقبلي من خلال التغيّرات الأساسية في الطاقة الحارة لنظام الأرض، وعلى وجه التحديد من خلال المفعول المتزايد لآثار الدفيئة التي تحجز الحرارة قرب سطح الأرض بسبب كمية ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى المنبعثة منها في الغلاف الجوي. وتختلف عملية توقع التغيّرات التي يمكن أن تطرأ على المناخ من جرّاء غازات الدفيئة في الخمسين سنة المقبلة عن عملية توقع أشكال الطقس لأسابيع مقبلة، كما أن الأولى هي مشكلة يمكن حلها بسهولة. وبكلام أخر، يسهل توقع التحولات البعيدة المدى الناتجة عن التغيّرات في الغلاف الجوي أكثر من التنبؤ بأحداث مناخية مستقلة. فلا يمكن توقع نتيجة رمي قطعة نقدية أو حجر الزهر، لكن يمكن توقع السلوك الإحصائي لعدد كبير من المحاولات.
لقد توصل العلماء إلى القول إنّ تصرفات الإنسان باتت عاملاً أساسياً ومسؤولاً عن الإحتباس الحراري الملحوظ في السنوات الخمسين الأخيرة، إلى جانب عدة عوامل أخرى ما زالت تؤثر بالمناخ. أما التغيّرات المناخية الناتجة عن الإنسان فتتأتى من التغيّرات الحاصلة في
كميات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي ومن الجزئيات الصغيرة (الهباء الجوي) ومن التغيّر في إستعمال الأراضي مثلاً. ويتسبب تغيّر المناخ بتأثر التوقعات حول بعض أشكال الطقس. وعلى سبيل المثال, بسبب إرتفاع حرارة الأرض، أصبحت بعض ظواهر الطقس أكثر تواتراً وأكثر قوة (كالموج الحار والأمطار الغزيرة) على عكس ظواهر أخرى باتت أقل تواتراً وحدة (كالبرد الشديد).
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire