www.saidiffer.blogspot.com

vendredi 19 janvier 2018

حقائق تاريخية:
عندما قتل المسلمون العرب طارق بن زياد الأمازيغي فاتح الأندلس
.


أحمد آيت حضران :
بعدما دخل طارق بن زياد الأمازيغي الأندلس وبعده موسى بن نصير لم يكن يعرف أنه سيتحول من قائد وزعيم إلى رجل لا يعرف قبره. لقد غزا طارق بن زياد البلدان رفقة جيشه الامازيغي باسم المسلمين والعرب، ولو عرف عندما شد الرحال آخر رحلة له إلى دمشق أنها ستكون آخر رحلة نحو المجهول لبقي في وطنه المغرب.
في سنة 711 ميلادية أرسل موسى بن نصير طارق بن زياد على رأس جيش من الأمازيغ يقدر بحوالي 7000 أمازيغي، وتمكن طارق بن زياد وجيشه أن يعبروا البحر الأبيض المتوسط والمحيط ونزل في شبه الجزيرة الإيبيرية في المكان المعروف اليوم باسم جبل طارق حيث سيطر عليه ونظم جيوشه من هناك لغزو إسبانيا، فتمكن من الدخول إلى مدن عديدة منها الجزيرة الخضراء وقرطاجنة، وواصل الزحف والسيطرة على قلاع كثيرة لكنه سيكتب لموسى بن نصير يدعوه إلى أن يمده ببعض العون والدعم قائلا: إن الأمم قد تداعت علينا من كل ناحية فالغوث الغوث… لكن موسى بن نصير أمره أن يلزم مكانه حتى يلحق به ، وهو ما حدث عندما خرج موسى بن نصير على رأس جيش من 18 ألف مقاتل سنة 712 لمقابلة طارق بن زياد، لكن العديد من المؤرخين يؤكدون أن خروج موسى بن نصير بنفسه لم يكن دعما لطارق، بل لأن ينسب الفتح لنفسه ويحظى بالغنائم.
ولقد كان موسى بن نصير العربي حاقدا جدا على طارق بن زياد الأمازيغي لأنه تقدم أكثر مما توقعه موسى، وبدل أن يهنئه قام بتوبيخه وإهانته وسجنه، وقد ذكر الكثير من المؤرخين واقعة أنه هم بقتله لولا شفاعة مغيث الرومي مولى الملك الوليد بن عبد الملك. يقول المؤرخ ابن حيان وغيره : لما بلغ خبر ما صنعه طارق من الفتوح حسده، وتهيأ للعبور بجيش قوامه ثمانية عشر ألف من العرب والأمازيغ، وقد وصف لقاءه بطارق قائلا : أظهر موسى ما بنفسه من حقد، فقنعه موسى بالسوط ، ووبخه على استبداده…. فطالبه بأداء ما عنده من مال الفيء وذخائر الملوك، واستعجله بالمائدة، فأتاه بها، وقد خلع من أرجلها رجلا، وخبأه عنده، فسأله موسى عنه فقال لا أعلم به.
وقد كان أغرق موسى بن نصير الخليفة بالغنائم، يقول ابن الرقيق أن : موسى بن نصير كتب إلى الوليد بن عبد الملك : صار لك من السبي مائة ألف رأس، فكتب إليه الوليد: ويحك إني أظنها من بعض كذباتك، فإن كنت صادقا فهذا محشر الأمة…
وبعد حوالي سنتين – 95 هجرية – استدعى الخليفة الوليد بن عبد الملك موسى بن نصير وطارق بن زياد لدمشق ، ويقول المؤرخون أن الخليفة استدعاهما للخلاف الحاصل بينهما وأنهما يجب أن يأتياه ليحل المشكلة بنفسه. ذهب طارق بن زياد رفقة موسى بن نصير في موكب من 400 فرد بين أسرة حاكمة وأسرى وعبيد والعديد من الأشياء النفيسة.
وقبل أن يدخلا دمشق، أمرهما ولي العهد سليمان أن لا يدخلا دمشق حتى يتوفى الوليد لينسب الفتح لنفسه ويستأثر بالغنائم، لكنهما واصلا المسير ودخلا دمشق. وبعد أن تولى سليمان الحكم بعد أربعين يوما من وصول قافلة موسى وطارق، عزل موسى وأولاده وقتل ابنه عبد العزيز بن موسى وأرسل رأسه إلى أبيه موسى، رغم أنه حاول استمالته لاحقا.
أما طارق بن زياد الأمازيغي فلم يعرف له أثرا بعد وصوله لدمشق، وتضاربت الأنباء والروايات عنه أنه قتل مباشرة بعد وصوله لدمشق، وبين قائل أنه مات فقيرا جدا لا يجد قوت يومه، يتسول أمام المساجد بعدما كان زعيما تهابه الأمم . لكن الأكيد أنه مات ولا يعرف بموته أحد ولا يُعرفُ له قبر.

Aucun commentaire: