من كتاب (150 قصة تضيء لك الحياة):
لقاء بين الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله والجنرال شارل ديجول:
قال ديجول: يتحدث الناس أنكم ياجلالة الملك تريدون أن تقذفوا بإسرائيل إلى البحر وإسرائيل هذه أصبحت أمراً واقعاً ولايقبل أحد في العالم رفع هذا الأمر الواقع.
الملك فيصل: أنا أستغرب كلامك هذا. إن هتلر احتل باريس وأصبح احتلاله أمراً واقعاً وكل فرنسا استسلمت إلا (أنت)، انسحبت مع الجيش الانجليزي وبقيت تعمل لمقاومة الأمر الواقع حتى تغلبت عليه، فلا أنت رضخت للأمر الواقع، ولا شعبك رضخ، فأنا أستغرب منك الآن أن تطلب مني أن أرضى بالأمر الواقع. والويل للضعيف إذا احتله القوي وراح يطالب بالقاعدة الذهبية للجنرال ديجول أن الاحتلال إذا أصبح واقعاً فقد أصبح مشروعاً!.
دهـش ديجول من سرعة البديهة والخلاصة المركزة بهذا الشكل فغيرت لهجته وقال: يا جلالة الملك، يقول اليهود إن فلسطين وطنهم الأصلي وجدهم الأعلى إسرائيل ولد هناك.
أجاب الملك فيصل : أنا معجب بك لأنك متدين مؤمن بدينك وأنت بلاشك تقرأ الكتاب المقدس، أما قرأت أن اليهود جاءوا من مصر؟ غـزاة فاتحيـن؟ حرقوا المدن وقتلوا الرجال والنساء والأطفال، فكيف تقول إن فلسطين بلدهم وهي للكنعانيين العرب؟ واليهود مستعمرون وأنت تريد أن تعيد الاستعمار الذي حققته إسرائيل منذ أربعة آلاف سنة فلماذا لا تعيد استعمار روما لفرنسا الذي كان قبل ثلاثة آلاف سنة فقط؟ أنصلح خريطة العالم لمصلحة اليهود ولا نصلحها لمصلحة روما؟ ونحن العرب أمضينا مئتي سنة في جنوب فرنسا في حين لم يمكث اليهود في فلسطين سوى سبعين سنة ثم نفوا بعدها.
قال ديجول: ولكنهم يقولون إن أباهم ولد فيها!.
أجاب الملك فيصل: غريب! عندك الآن مائة وخمسون سفارة في باريس وأكثر السفراء يولد لهم أطفال في باريس، فلو صار هؤلاء الأطفال رؤساء دول وجاءوا يطالبونك بحق الولادة في باريس فمسكينة باريس، لا أدري لمن ســـتكون!!
سكت ديجول، ثم ضرب الجرس مستدعياً بومبيدو (رئيس وزرائه)، وكان جالساً مع الأمير سلطان ورشاد فرعون في الخارج، وقال ديجول: الآن فهمت القضية الفلسطينية. أوقفوا السـلاح المصدر لإسرائيل.
وكانت إسرائيل يومها تحارب بأسلحة فرنسية وليست أمريكية.
يقول الدواليبي:
واستقبلنا الملك فيصل في الظهران عند رجوعه من هذه المقابلة، وفي صباح اليوم التالي ونحن في الظهران استدعى الملك فيصل رئيس شركة التابلاين الأمريكية وكنت حاضراً (الكلام للدواليبي) وقال له: إن أي نقطة بترول تذهب إلى إسرائيل ستجعلني أقطع البترول عنكم، ولما علم بعد ذلك أن أمريكا أرسلت مساعدة لإسرائيل قطع عنها البترول وقامت المظاهرات في أمريكا عام ووقف الناس مصطفين أمام محطات الوقود وهتف المتظاهرون: نريد البترول ولا نريد إسرائيل وهكذا استطاع هذا الرجل ( الملكـ فيصل يرحمه الله ) بنتيجة حديثه مع ديجول وبموقفه البطولي في قطع النفط أن يقلب الموازين كلها في تلك الفترة.
رحم الله ذلك العربي العظيم.
لقاء بين الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله والجنرال شارل ديجول:
قال ديجول: يتحدث الناس أنكم ياجلالة الملك تريدون أن تقذفوا بإسرائيل إلى البحر وإسرائيل هذه أصبحت أمراً واقعاً ولايقبل أحد في العالم رفع هذا الأمر الواقع.
الملك فيصل: أنا أستغرب كلامك هذا. إن هتلر احتل باريس وأصبح احتلاله أمراً واقعاً وكل فرنسا استسلمت إلا (أنت)، انسحبت مع الجيش الانجليزي وبقيت تعمل لمقاومة الأمر الواقع حتى تغلبت عليه، فلا أنت رضخت للأمر الواقع، ولا شعبك رضخ، فأنا أستغرب منك الآن أن تطلب مني أن أرضى بالأمر الواقع. والويل للضعيف إذا احتله القوي وراح يطالب بالقاعدة الذهبية للجنرال ديجول أن الاحتلال إذا أصبح واقعاً فقد أصبح مشروعاً!.
دهـش ديجول من سرعة البديهة والخلاصة المركزة بهذا الشكل فغيرت لهجته وقال: يا جلالة الملك، يقول اليهود إن فلسطين وطنهم الأصلي وجدهم الأعلى إسرائيل ولد هناك.
أجاب الملك فيصل : أنا معجب بك لأنك متدين مؤمن بدينك وأنت بلاشك تقرأ الكتاب المقدس، أما قرأت أن اليهود جاءوا من مصر؟ غـزاة فاتحيـن؟ حرقوا المدن وقتلوا الرجال والنساء والأطفال، فكيف تقول إن فلسطين بلدهم وهي للكنعانيين العرب؟ واليهود مستعمرون وأنت تريد أن تعيد الاستعمار الذي حققته إسرائيل منذ أربعة آلاف سنة فلماذا لا تعيد استعمار روما لفرنسا الذي كان قبل ثلاثة آلاف سنة فقط؟ أنصلح خريطة العالم لمصلحة اليهود ولا نصلحها لمصلحة روما؟ ونحن العرب أمضينا مئتي سنة في جنوب فرنسا في حين لم يمكث اليهود في فلسطين سوى سبعين سنة ثم نفوا بعدها.
قال ديجول: ولكنهم يقولون إن أباهم ولد فيها!.
أجاب الملك فيصل: غريب! عندك الآن مائة وخمسون سفارة في باريس وأكثر السفراء يولد لهم أطفال في باريس، فلو صار هؤلاء الأطفال رؤساء دول وجاءوا يطالبونك بحق الولادة في باريس فمسكينة باريس، لا أدري لمن ســـتكون!!
سكت ديجول، ثم ضرب الجرس مستدعياً بومبيدو (رئيس وزرائه)، وكان جالساً مع الأمير سلطان ورشاد فرعون في الخارج، وقال ديجول: الآن فهمت القضية الفلسطينية. أوقفوا السـلاح المصدر لإسرائيل.
وكانت إسرائيل يومها تحارب بأسلحة فرنسية وليست أمريكية.
يقول الدواليبي:
واستقبلنا الملك فيصل في الظهران عند رجوعه من هذه المقابلة، وفي صباح اليوم التالي ونحن في الظهران استدعى الملك فيصل رئيس شركة التابلاين الأمريكية وكنت حاضراً (الكلام للدواليبي) وقال له: إن أي نقطة بترول تذهب إلى إسرائيل ستجعلني أقطع البترول عنكم، ولما علم بعد ذلك أن أمريكا أرسلت مساعدة لإسرائيل قطع عنها البترول وقامت المظاهرات في أمريكا عام ووقف الناس مصطفين أمام محطات الوقود وهتف المتظاهرون: نريد البترول ولا نريد إسرائيل وهكذا استطاع هذا الرجل ( الملكـ فيصل يرحمه الله ) بنتيجة حديثه مع ديجول وبموقفه البطولي في قطع النفط أن يقلب الموازين كلها في تلك الفترة.
رحم الله ذلك العربي العظيم.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire