دروس الارسال الأول
|
يتضمـن هـذا الإرسـال المواضيــع
التاليــة :
I - الحرب العالمية الثانية 1939 - 1945 صفحة 1.
II - نتائج ح ع II صفحة 15.
III - الجزائر أثناء ح ع II صفحة 31.
IV - الحرب الباردة 1945 -
1989 صفحة 45 .
V - التعايش السلمي صفحة
61
VI - حركة عدم الانحياز صفحة 75.
|
الحـرب العـالـمـيـة الثـانـيـة
الـهـدف مـن الدرس : -
إبـراز الصـراع عـلـى المـجـال الـحـيـوي.
- إقـرار
عـالـمـيـة الـحـرب.
الـمـدة الـلازمـة لـدراسـتـه : 2
سـاعـة.
تـصـمـيـم الـدرس
- تـمـهـيـد.
I – أوضاع العالم قبيل الحرب العالمية الثانية (الأسباب غير
المباشرة).
II – انـدلاع الحـرب العـالمـيـة الثـانيـة ( الأسباب المباشرة ).
III - أدوار الـحـرب.
IV – أسـئـلـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي.
V – أجـوبـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي.
-
تـمـهـيــد :
لـم يـفـكـر أحـد
فـي نـتـائـج الـحـرب الـعـالـمـيـة الأولـى، والـتـي تـمـثـلـت فـي الـمـعـاهـدات
الـجـائـرة الـتـي فـرضـهـا الـحـلـفـاء الـمـنـتـصـرون عـلـى الـدول الـمـهـزومـة
كـألـمـانـيـا مـثـلا، الـتـي شـعـرت بـمـرارة الـهـزيـمـة الـتـي مـسـت كـرامـتـهـا،
مـمـا جـعـل الـشـعـب الألـمـانـي يـنـتـظـر بـفـارغ الـصـبـر الـلـحـظـة
الـحـاسـمـة كـي يـتـخـلـص مـن هـذه الـمـعـاهـدة الـظـالـمـة الـمـتـمـثـلـة فـي
( مـعـاهـدة فـرسـاي ) إلـى جـانـب خـيـبـة أمـل بـعـض الـدول مـثـل ( الـنـمـسـا،
بـلـغـاريـا، الـمـجـر وتـركـيـا ) الـتـي حـرمـتـهـا الـمـعـاهـدات الـمـجـحـفـة
مـمـا كـانـت تـصـبـو إلـيـه.
ولـم يـمـض وقـت
وجـيـز حـتـى انـفـجـر الـجـو الـسـيـاسـي فـي أوربـا مـرة أخـرى وعـقـدت
مـعـاهـدات الـتـحـالـف والـصـداقـة لـتـجـنـب الـحـروب وإقـرار الـسـلـم.
إلا أن هـذه
الأعـمـال اصـطـدمـت بعـدة مـشـاكـل مـنـهـا طـمـوحـات الـدول الـمـغـلـوبـة فـي
الـحـصـول عـلـى مـسـتـعـمـرات خـاصـة "ألـمـانـيـا" ومـصـالـح الـدول
الـكـبـرى الـمـتـمـثـلـة فـي حـمـايـة مـسـتـعـمـراتـهـا ( كـفـرنـسـا
وبـريـطـانـيـا خـاصـة ) وهـنـا تـركـت كل دولـة لأن توفـر لـنـفـسـهـا أسـبـاب
الأمـن، وهـكـذا عـادت الـدول إلـى سـيـاسـة "الـتـوازن الـدولـي" وإلـى
زيـادة جـيـوشـهـا وأسـاطـيـلـهـا عـامـا بعـد عام وتـكـديـسـهـا لـيـوم أشـد
مـنـذرا بـحـرب عـالـمـيـة ثـانـيـة لا مـفـر مـنـهـا.
I –أوضاع العالم قبيل الحرب
العالمية الثانية (الأسباب غيرالمباشرة) :
1 – الأسـبـاب غـيـر الـمـبـاشـرة :
ويـمـكـن أن نـوجـز
أهـم هـذه الأسـبـاب فـيـمـا يـلـي :
أ – الأزمـة الاقـتـصـاديـة :
بـعـد بـروز الأزمـة
الاقـتـصـاديـة الـعـالـمـيـة سـنـة 1929 فـي الـولايـات الـمـتـحـدة
الأمـريـكـيـة والـتـي كـانـت مـيـدانـا خـصـبـا لإبـراز أهـم الـمـظـاهـر
الاجـتـمـاعـيـة، مـن بـطـالـة وفـقـر عـلـى أثـر تـكـديـس الـبـضـائـع وكـسـاد
الـسـوق الـتـجـاريـة لـم تـكـن هـذه الأزمـة الاقـتـصـاديـة نـتـيـجـة سـيـاسـة
الـعـزلـة لـلـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة، بـل أنـهـا كـانـت نـتـيـجـة
حـتـمـيـة لـلـعـلاقـات الـجـديـدة بـيـن أوربـا والـولايـات الـمـتـحـدة بـعـد
الـحـرب الـعـالـمـيـة الأولـى. كـمـا أعـلـنـت الـمـصـاريـف إفـلاسـهـا، وسـحـب
الأمـريـكـيـون أكـثـر مـن مـلـيـار دولار مـن ألـمـانـيـا خـوفـا مـن الإفـلاس،
فـأغـلـقـت الـمـصـاريـف والـمـعـامـل وانـتـشـرت الـبـطـالـة فـي ألـمـانـيـا
والـنـمـسـا ثـم بـريـطـانـيـا وفـرنـسـا.
وكـان مـن نـتـائـج هـذه الأزمـة الاقـتـصـاديـة بـطـئ
الإنـتـاج الـصـنـاعـي ثـم انـحـطـاط الـتـجـارة الـخـارجـيـة، وقـد أدى إلـى
انـتـشـار الـبـطـالـة حـيـث وجـد عـام 1932 مـا يـقـرب مـن 30 مـلـيـون مـن
الـعـمـال الـعـاطـلـيـن عـن الـعـمـل فـي الـدول الـصـنـاعـيـة. فـمـاذا تـصـنـع
الـدول (الـحـكـومـات) بـهـؤلاء الـعـاطـلـيـن ؟
لـقـد كـان مـن الـضـروري تـجـنـيـدهـم فـي الـجـيـش
لـتـخـفـيـف الـبـطـالـة، وأمـام الـكـسـاد والـرغـبـة فـي الـحـصـول عـلـى
الـمـواد الأولـيـة والأسـواق، كـي تـفـرغ مـا لـديـهـا مـن إنـتـاج.
ب -
الـدكـتـاتـوريـات الـحـديـثـة :
أدى الـكـسـاد الاقـتـصـادي وسـوء الأوضـاع الاجـتـمـاعـيـة
وضـعـف الـسـلـطـة الـسـيـاسـيـة فـي كـل مـن ( ألـمـانـيـا، إيـطـالـيـا
والـيـابـان ) إلـى بـروز نـشـاط الـقـوى الـمـتـطـرفـة و وصـولـهـا إلـى
الـسـلـطـة، مـثـل (الـنـازيـة فـي ألـمـانـيـا، الـفـاشـيـة فـي إيـطـالـيـا
والـعـسـكـريـة الـيـابـانـيـة).
وقـد تـبـنـت هـذه الـقـوى الـمـتـطـرفـة ( سـيـاسـة
الـمـجـال الـحـيـوي ) مـمـا أدى إلـى تـضـارب مـصـالـحـهـا مـع الـقـوى
الاسـتـعـمـاريـة الـقـديـمـة. فـظـهـر الـخـوف عـلـى الـمـصـالـح الـحـيـويـة
عـبـر أوربـا، آسـيـا وإفـريـقـيـا، وأمـام الـتـطـورات الـهـائـلـة الـتـي
أحـدثـتـهـا هـذه الـقـوى عـلـى الـصـعـيـد الـداخـلـي حـيـث تـضـاعـف الإنـتـاج
الاقـتـصـادي، وأصـبـح لامـنـاص أمـامـه مـن فـتـح أسـواق عـالـمـيـة جـديـدة.
وهـذا مـا أدى إلـى تـفـجـيـر الـصـراع الـعـالـمـي خـاصـة بـعـد انـسـحـاب هـذه
الـدول مـن عـصـبـة الأمـم.
جـ – الـتـكـتـلات الـسـيـاسـيـة و الـعـسـكـريـة :
إن نـظـريـة الـمـجـال الـحـيـوي الـتـي بـرزت بـعـد
الـحـرب الـعـالـمـيـة الأولـى و الـتـي نـوجـزهـا بـكـلـمـة
"اسـتـعـمـار" كـانـت الـدافـع الـحـقـيـقـي لـتـكـتـلات الـسـيـاسـيـة
مـمـا أوجـد مـحـور : بـرلـيـن – رومـا 1936
وانـضـمـت لـه طـوكـيـو.
وكـان رد أوربـا عـلـى هـذا الـمـحـور بـتـشـكـيـل جـبـهـة
تـحـالـف ضـمـت كـلا مـن : فـرنـسـا وبـريـطـانـيـا ثـم الاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي
والـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة. حـيـث بـدأ الـصـراع بـأخـذ طـابـع
الـتـحـدي، وقـد شُـبـهـت أوربـا نـتـيـجـة الـتـحـالـفـات ( بـبـرمـيـل مـن
الـبـارود ) يـنـتـظـر الـشـرارة الـتـي تـشـعـلـه، ولـقـد عـمـلـت كـل مـن هـذه
الـدول إلـى كـسـب مـيـدان الـصـراع عـن طـريـق الـتـسـلـح.
د – الـسـبـاق نـحـو الـتـسـلـح :
أمـام هـذه الـمـنـافـسـة الـحـادة بـيـن دول الـمـحـور
والـحـلـفـاء عـلـى كـسـب مـنـاطـق الـنـفـوذ، وتـثـبـيـت قـوتـهـا وفـرض
إرادتـهـا عـلـى الأطـراف الأخـرى، حـدث الـسـبـاق فـي مـيـدان صـنـاعـة
الأسـلـحـة الـفـتـاكـة والـمـتـطـورة أمـلا فـي تـحـقـيـق الـنـصـر. وإذا
دقـقـنـا الـنـظـر فـي الـتـبـدلات الـحـيـويـة لـلـتـحـول مـن صـنـاعـة
الـجـرارات إلـى صـنـاعـة الـدبـابـات، ومـن صـنـاعـة الـسـفـن الـتـجـاريـة إلـى
الـسـفـن الـحـربـيـة، ومـن الـطـائـرات الـمـدنـيـة إلـى الـطـائـرات
الـحـربـيـة، حـيـث كـانـت مـسـتـودعـات ومـخـازن الأسـلـحـة عـامـلا مـن عـوامـل
انـدلاع الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة الـتـي ولـدت الـغـرور لـدى الـقـوى
الـنـازيـة، الـفـاشـيـة والـعـسـكـريـة الـيـابـانـيـة فـي كـسـب الـنـصـر،
فـكـان رد الـقـوى الـمـتـحـالـفـة مـوازيـا بـأكـثـر مـن الـقـوى الـمـنـافـسـة
لـهـا.
هـ – الـدعـايـة الـمـغـرضـة :
لـجـأت كـل دول الـمـحـور وعـلـى الـخـصـوص ألـمـانـيـا
الـنـازيـة إلـى سـيـاسـة إعـلامـيـة مـعـاديـة لـلـحـلـفـاء وأنـشـئ لـذلـك
مـكـتـب الاسـتـخـبـارات الألـمـانـيـة و وسـائـل الـدعـايـة لـتـعـبـئـة
الـشـعـور الـداخـلـي لـلألـمـان الـذي غـرس فـيـهـم نـظـريـة الـعـرق وتـفـوق
الـعـرق الآرى "الـجـرمـانـي" عـلـى بـاقـي الـبـشـر، ولـقـد حـاولـت
ألـمـانـيـا جـاهـدة تـبـنـي ( نـظـريـة الـمـجـال الـحـيـوي ) وهـو نـفـس
الـشـعـور الـذي غـرسـه "مـوسـولـيـنـي" "Benito
Mussolini " (1883 - 1945) فـي نـفـسـيـة الـشـعـب
الإيـطـالـي، الـذي كـان يـحـلـم بـإمـبـراطـورية رومـانـيـة حـديـثـة.
ولـقـد تـبـنـت الـيـابـان غـرس الـروح الـوطـنـيـة
الـعـنـصـريـة الـقـائـمـة عـلـى أسـاس أن (آسـيـا لـلآسـيـويـيـن) وكـان رد
الـحـلـفـاء هـو تـعـبـئـة شـعـور الـجـبـهـة الـداخـلـيـة بـالـروح الـوطـنـيـة،
وإبـراز خـطـورة الـقـوى الـنـازيـة، الـفـاشـيـة والـعـسـكـريـة الـيـابـانـيـة،
وتـهـديـدهـا لـلـسـلـم والـحـضـارة الإنـسـانـيـة.
إن تـضـافـر هـذه الـعـوامـل الـمـشـتـركـة أدت إلـى
تـفـجـيـر الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة.
II – انـدلاع الحـرب العـالميـة الثـانيـة (الأسباب المبـاشرة ) :
قـبـل
الـشـروع فـي إبـراز الأسـبـاب الـمـبـاشـرة إلـيـك هـذه الـمـقـدمـة الـتـي
بـواسـطـتـهـا يـمـكـنـك الـوصـول إلـى الـسـبـب الـمـبـاشـر.
فـفـي شـهـر مـارس 1939 دارت مـفـاوضـات مـتـعـثـرة بـيـن
بـريـطـانـيـا، فـرنـسـا والاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي، ولـكـن فـوجـئـوا فـي 23 أوت
1939 بـنـبـأ عـقـد مـعـاهـدة عـدم اعـتـداء بـيـن ألـمـانـيـا والاتـحـاد
الـسـوفـيـاتـي لـمـدة 10 سـنـوات، واحـتـوت عـلـى بـنـد
سـري يـقـضـي بـتـقـسـيـم بـولـونـيـا فـيـمـا بـيـنـهـمـا وكـذا دويـلات
الـبـلـطـيـق.
كـمـا بـذلـت
مـحـاولات قـويـة لـلـتـوسـط بـيـن (ألـمـانـيـا وبـولـونـيـا) لـحـل مـشـكـل
مـيـنـاء "دانـزيـغ" لكـن الـزعـيـم الألـمـانـي
"هـتـلـر" "Adolf Hitler" ( 1889 - 1945 ) رفـض هـذه
الوسـاطـة.
أمـا الـسـبـب الـمـبـاشـر
فـيـتـمـثـل فـيـمـا يـلـي :
فـي 1 سـبـتـمـبـر 1939، زحـفـت الـجـيـوش الألـمـانـيـة
عـلـى الأراضـي الـبـولـونـيـة دون إعـلان رسـمـي لـلـحـرب، فـأرسـلـت فـورا كـل
مـن الـحـكـومـتـيـن الـبـريـطـانـيـة والـفـرنـسـيـة إنـذارا نـهـائـيـا إلـى
الـحـكـومـة الألـمـانـيـة تـطـلـب مـنـهـا وقـف الاعـتـداء عـلـى بـولـونـيـا،
ورفـض "هـتـلـر" فـأعـلـنـت بـريـطـانـيـا وفـرنـسـا الـحـرب فـي 3 سـبـتـمـبـر1939 عـلـى ألـمـانـيـا.
وبـذلـك انـزلـق الـعـالـم إلـى أعـظـم حـرب دمـويـة عـرفـهـا الـتـاريـخ هـي :
الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة.
III – أدوار الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة :
1 - بـدايـة الـحـرب في أوربـا وخـارجهـا : ( دور تفـوق المحـور)
* الألـمـان
يُـلـحـقـون ( بـوهـيـمـيـا ) فـي مـارس 1939، والايـطـالـيـون يـسـتـولـون عـلـى
( ألـبـانـيـا ) أفـريـل 1939.
* الـهـجـوم الألـمـانـي عـلـى بـولـونـيـا فـي 1 سـبـتـمـبـر 1939.
الـجـبـهـة الـغـربـيـة :
* الهـجـوم
الألمـانـي على الـدنـمـارك والنرويـج (أفـريـل1940).
* غـزو الأراضـي الـمـنـخـفـضـة وبـلـجـيـكـيـا فـي 10 مـاي 1940 مـن طـرف ألـمـانـيـا.
* دخـول الـقـوات الألـمـانـيـة إلـى "بـاريـس"
الـعـاصـمـة الـفـرنـسـيـة فـي 14 جـوان 1940، واسـتـسـلام الـحـكـومـة
الـفـرنسـيـة بـقـيـادة "بـيـتـان" فـي 16 جـوان 1940. ثـم نـداء
الجـنـرال "ديـغـول" في 18 جـوان 1940 بـعـد فـراره إلـى بريـطـانـيـا.
* دخـول إيـطـالـيـا الـحـرب وهـجـومـهـا عـلـى
(الـيـونـان) فـي سـبـتـمـبـر 1940.
* مـعـركـة بـريـطـانـيـا الـجـويـة وصـمـودهـا أمـام
الألـمـان / جـويـلـيـة – سـبـتـمـبـر
1940.
فـي إفـريـقـيـا :
* الـحـرب فـي ( لـيـبـيـا ) بـيـن الايـطـالـيـيـن
والبـريـطـانـيـيـن، ثـم وصـول النـجـدة الألمـانـيـة فـي جـوان 1940.
فـي آسـيـا :
* إنـشـاء الـقـواعـد الـعـسـكـريـة الـيـابـانـيـة
فـي ( طـونـكـيـن وآنـام
) فـي سـبـتـمـبـر 1940.
فـي أوربـا، الـجـبـهـة الـشـرقـيـة :
* الـهـجـوم الألـمـانـي
عـلـى يـوغـسـلافـيـا والـيـونـان فـي أفـريـل 1941.
* الـهـجـوم الألـمـانـي عـلـى الاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي
فـي 22 جـوان 1941، وتـقـهـقـر الـقـوات الـسـوفـيـاتـيـة ومـحـاصـرة مـديـنـة
"لـيـنـيـنـغـراد".
خـارج أوربـا :
* الـولايـات الـمـتـحـدة
الأمـريـكـيـة تـعـلـن الـحـرب عـلـى الـيـابـان فـي ديـسـمـبـر1941. وضـد دول
الـمـحـور.
* إحـتـلال الـهـنـد الـصـيـنـيـة مـن طـرف الـيـابـان فـي
جـويـلـيـة 1941.
* إغـراق الأسـطـول الأمـريـكـي الـراسـي بـقـاعـدة (بـيـرل
هـاربـور) بـجـزيـرة هـاواي فـي ديـسـمـبـر 1941 مـن طـرف الـيـابـان.
2 – فـي أوربـا وخـارجـهـا ( دور الـتـوازن ) 1942 :
* مـعـركـة سـاخـنـة بـيـن الألـمـان والـروس أمـام
"مـوسـكـو" فـي شـتـاء 1941 – 1942.
* الـهـجـوم الألـمـانـي عـلـى روسـيـا الـجـنـوبـيـة،
وبـدايـة مـعـركـة "سـتـالـيـنـغـراد" 1942.
* الاحـتـلال الكـلـي
لفـرنـسـا من طرف الألمـان سـنـة 1942.
* تـقـدم الألـمـان نـحـو مـصـر، وانـتـصـار بـريـطـانـيـا
فـي مـعـركـة "الـعـلـمـيـن" أكـتـوبـر 1942.
* الإنـزال الأنـجـلـو – أمـريـكـي فـي
إفـريـقـيـا الـشـمـالـيـة فـي 8 نـوفـمـبـر 1942.
* إجـتـيـاح سـنـغـافـورة وأنـدونـيـسـيـا مـن طـرف
الـيـابـان والـضـغـط عـلـى أسـتـرالـيـا فـي 1942.
3 – فـي أوربـا وخـارجـهـا ( دور الانـهـزام ) 1943 – 1944 –
1945 :
* الـفـشـل
الألـمـانـي فـي مـعـركـة "سـتـالـيـنـغـراد" فـي 2 نـوفـمـبـر 1943.
* إنـزال
الـحـلـفـاء فـي صـقـلـيـة فـي أبـريـل 1943.
* وجود حـمـلة الحـلـفـاء في تـونـس– فـيفـري – مـاي 1943.
* إنـزال الـحـلـفـاء بـالـسـاحـل الـنـورمـنـدي بـفـرنـسـا
فـي 6 جـوان 1944. و"مـعـركـة نـورمـنـدي" الـمـشـهـورة 1944.
* تـحـريـر
فـرنـسـا وبـلـدان أوربـا الـغـربـيـة / أوت حـتـى نـوفـمـبـر 1944.
* تـحـريـر أكـرانـيـا وروسـيـا الـجـنـوبـيـة، وزحـف
الجـيـوش السـوفـيـاتـيـة نحـو أوربـا الوسـطـى والـشـرقـيـة 1944.
* تـحـريـر
يـوغـسـلافـيـا فـي أكـتـوبـر 1944.
* مـشـروع تـكـويـن هـيـئـة الأمـم المـتـحـدة فـي
أكـتـوبـر 1944.
* مـوت روزفـلـت "Franklin
Roosevelt" ( 1882 - 1945) وخـلـفـه
تـرومـان "Harry Truman"
( 1884 – 1972 ) فـي 12 أفـريـل 1945.
* إلـقـاء الـقـنـبـلـتـيـن الـذريـتـيـن فـي
"هـيـروشـيـمـا 6 أوت / نـغـازكـي 9 أوت 1945 ".
- و لـلـزيـادة فـي كـسـب مـعـلـومـات أكـثـر عـلـيـك
بـالـرجـوع إلـى الـكـتـاب الـمـقـرر لـلـسـنـة
الـثـالـثـة ثـانـوي تـاريـخ.
IV – أسـئـلـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي :
س1 –
قـيـل أن الألـمـان ( شـربـوا كـأس الـذُل والـهـوان حـتـى الـثـمـالـة ) عـنـد
تـوقـيـعـهـم مـعـاهـدة فـرسـاي، و ولـدت فـي أنـفـسـهـم أخـطـارا شـديـدة الـغـور
حـمـلـت الـعـالـم نـزاعـا حـتـمـيـا جـديـدا. نـاقـش ذلـك ؟
س2 – مـتـى
انـضـمـت الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة إلـى جـانـب الـحـلـفـاء في الحـرب
الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة، ولـمـاذا ؟
س3 – لـمـاذا
خـسـرت دول الـمـحور الـحـرب عـلـمـا أن مـعـامـل ومـنـاجـم ومـوارد فـرنـسـا،
بـلـجـيـكـا، بـولـونـيـا، رومـانـيـا، بـلـغـاريـا، الـمـجـر، الـدانـمـارك
والـنـرويـج، انـضـمـت لـخـدمـة المـجـهـود الـحـربـي الـنـازي والـفـاشـي ؟
V – أجـوبـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي :
ج1 – أوصـد
مـؤتـمـر الـصـلـح 1919 ( بـقـصـر فـرسـاي ) بـفـرنـسـا فـي وجـه ألـمـانـيـا
وحـلـفـائـهـا الـمـنـهـزمـيـن. أمـا الـمـمـثـلـون فـلـم يـجـتـمـعـوا بـمـمـثـلـي الـحـلـفـاء
إلا مـرتـيـن رسـمـيـتـيـن، كـمـا لـم يـسـمـح لـهـم بـعـرض وجـهـات نـظـرهـم.
وفـعـلا وقـع الألـمـان الـمـعـاهـدة فـي : 18/06/1919، ولـم يـسـمـح لـهـم حـتـى
بـالـجـلـوس، وهـذه الـمـعـامـلـة غـيـر الإنـسـانـيـة قـد ولـدت مـرارة فـي
نـفـوس الألـمـان، كـمـا اعـتـقـدوا بـأن هـذا الـصـلـح الـمـفـروض لـم يـقـض
عـلـى بـذور الـنـزاع بـل حـمـل فـي طـيـاتـه نـزاعـا حـتـمـيـا جـديـدا، وذلـك
نـظـرا لأحـكـام الـمـعـاهـدة الـقـاسـيـة وبـاسـتـطـاعـتـك عـزيـزي الـدارس :
الـرجـوع إلـى الـبـنـود الأربـعـة الأولـى. إن هـذه الأحـكـام الـقـاسـيـة كـان
مـن ورائـهـا إضـعـاف ألـمـانـيـا إلـى الأبـد، إلاّ أن ذلـك دفـع بـالألـمـان
أكـثـر إلـى الـتـآزر والأخـذ بـالـثـأر وخـاصـة بـعـد بـروز هـتـلـر ومـنـاداتـه
بـتـكـويـن ( الـرايـخ الـثـالـث ). وفـعـلا لـم تـقـض مـعـاهـدة فـرسـاي عـلـى
بـذور الـنـزاع ونـبـذ الـحـروب، بـل دفـعـت العـالـم إلـى دفـع الـثـمـن غـالـيـا
فـي حـرب عـالـمـيـة ثـانـيـة.
ج2 – انـضـمـت
الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة إلـى جـانـب الـحـلـفــاء فـي الـحـرب
الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة فـي شـهـر ديـسـمـبـر1941 وضـد دول الـمـحـور. وذلـك
بـسـبـب إغـراق الأسطول الأمـريـكـي، الـراسـي بـقـاعـدة ( بـيـرل هـاربـول )
بـجـزيـرة هـاواي فـي 7 ديـسـمـبـر1941، مـن طـرف الـيـابـان.
ج3 – خـسـرت
دول الـمـحـور الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة رغـم سـيـطـرتـهـا الـكـامـلـة
عـلـى مـعـامـل ومـنـاجـم ومـوارد أوربـا الـغـربـيـة مـاعـدا بـريـطـانـيـا،
وكـدا أوربـا الـشـرقـيـة وذلـك راجـع لـعـدة أسـبـاب نـذكـر مـنـهـا :
1 – تـعـدد
الـجـبـهـات الـمـتـمـثـلـة فـي :
أ – الـجـبـهـة
الـغـربـيـة.
ب – الـجـبـهـة
الـشـرقـيـة.
جـ – شـمـال وشـرق
إفـريـقـيـا.
د – الـمـحـيـط
الـهـادي ( الـيـابـان ).
2 – صـمـود كـل مـن
:
أ – بـريـطـانـيـا
أمـام الـغـارات الـجـويـة الألـمـانـيـة – جـويـلـيـة ،
سـبـتـمـبـر 1940.
ب – صـمـود
الاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي ومـعـركـة "سـتـالـيـنـغـراد" الـمـشـهـورة :
2 فـبـرايـر 1943.
جـ – مـعـركـة
الـعـلـمـيـن : قـرب الإسـكـنـدريـة بـمـصـر : أكـتـوبـر 1942.
3 – دخـول
الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة فـي الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة إلـى
جـانـب الـحـلـفـاء، فـي ديـسـمـبـر 1941، وكـذلـك الـدعـم الـمـادي والـبـشـري
لـدول الـحـلـفـاء.
نـتـائـج الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة
الـهـدف مـن الـدرس : -
إحـصـاء خـسـائـر الـحـرب.
- إبـراز مـدى
خـطـورة الـحـرب
الـعـالـمـيـة
عـلـى الإنـسـانـيـة.
الـمـدة الـلازمـة لـدراسـتـه : 1
سـاعـة.
تـصـمـيـم الـدرس
-
تـمـهـيـد.
I – الـنـتـائـج الاجـتـمـاعـيـة و الاقـتـصـاديـة.
II – الـنـتـائـج الـسـيـاسـيـة.
III - الـنـتـائـج الـعـلـمـيـة.
IV – أسـئـلـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي.
V – أجـوبـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي.
- تـمـهـيــد :
إن الـحـرب
الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة، كـانـت لـهـا تـأثـيـرات واسـعـة الـمـدى عـلـى كـل
دول الـعـالـم فـي الـمـيـاديـن الاجـتـمـاعـيـة، الاقـتـصـاديـة والـسـيـاسـيـة،
وانـعـكـسـت آثـارهـا عـلـى الـمـجـتـمـع الـدولـي الـذي تـضـرر مـاديـا وبـشـريـا
رغـم انـتـصـار الـحـلـفـاء وانـهـزام دول الـمـحـور. إن الـعـالـم أصـبـح
مـنـقـسـمـا عـلـى نـفـسـه، والاخـتـلاف بـيـن الـحـلـفـاء لـم يـنـتـظـر نـهـايـة
الـحـرب لـيـظـهـر مـن جـديـد رغـم الـمـحـاولات الـتـوفـيـقـيـة والاتـفـاقـيـات
الـجـزئـيـة بـيـن الـطـرفـيـن الـشـرقـي والـغـربـي، ونـتـيـجـة لـهـذا
الانـقـسـام بَـدَتْ أطـمـاع الـطـرفـيـن مـتـنـاقـضـة وأصـبـح الـجـو مـشـحـونـا
بـاحـتـمـالات خـطـيـرة فـي الـوقـت الـذي لازال فـيـه الـعـالـم يـضـمـد جـراحـه،
وتـكـون الـنـتـيـجـة هـي اسـتـمـرار أزمـة الـرعـب والـخـوف وتـجـديـد الـحـرب
لـتـدمـيـر الـمـنـجـزات الحـضـاريـة في ثـوب جـديد أطـلـق عـليـه اسـم (الـحـرب
الـبـاردة).
I – الـنـتـائـج الاجـتـمـاعـيـة و الاقـتـصـاديـة :
1 – الـنـتـائـج الاجـتـمـاعـيـة :
لـقـد أدت الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة ( 1939 - 1945
) مـن الـنـاحـيـة الاجـتـمـاعـيـة إلـى مـقـتـل حـوالـي 50 مـلـيـون شـخـص مـن مـدنـيـيـن وعـسـكـرييـن بـالإضـافـة إلـى تـشـريـد مـلايـيـن
الـنـاس وتـركـهـم بـدون مـأوى.
خـسـرت روسـيـا وحـدهـا 22 مـلـيـون نـصـفـهـم مـدنـيـون،
وبـولـونـيـا 7 مـلايـيـن شـخـص أي حـوالـي 20 % مـن مـجـمـوع
سـكـانـهـا، وألـمـانـيـا 6 مـلايـيـن نـسـمـة، ويـوغـسـلافـيـا مـلـيـونـي شـخـص،
وفـرنـسـا 600.000 شـخـص مـنـهـا 150 ألـف عـسـكـري، وبـريـطـانـيـا 260 ألـف
شـخـص، والـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة 300 ألـف شـخـص، والـصـيـن 2.2
مـلـيـونـي شـخـص والـيـابـان مـلـيـونـي شـخـص. إلـى جـانـب نـقـص الـتـغـذيـة
وارتـفـاع الأسـعـار والـسـوق الـسـوداء، كـمـا تـركـت الـحـرب الـكـثـيـر مـن
الـيـتـامـى والـمـعـطـوبـيـن، إلـى جـانـب أكـبـر كـارثـة أصـابـت الـبـشـريـة،
إذ اسـتـخـدمـت جـمـيـع الـوسـائـل الـوحـشـيـة فـي الـوصـول إلـى الـنـصـر،
فـاسـتـخـدمـت الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة الـقـنـبـلـة الـذريـة فـي
"هـيـروشـيـمـا" و"نـغـازاكـي" فـي بـدايـة شـهـر أوت 1945 الـتـي
كـانـت شـامـلـة وبـدون تـمـيـيـز، ممـا جـعـل الأبـريـاء أكـثـر تـعـرضـا لـلـهـلاك.
2 - الـنـتـائـج الاقـتـصـاديـة
:
مـن نـتـائـج
الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة الاقـتـصـاديـة أنـهـا
خـربـت أوربـا بـقـسـمـيـهـا الـغـربـي والـشـرقـي، لأنـهـا كـانـت الـمـيـدان
الـسـاخـن لـلـمـعـارك الـعـنـيـفـة بـسـبـب الـتـقـدم الـهـائـل فـي صـنـع
أسـلـحـة الـدمـار والـفـنـاء، واسـتـخـدام الـطـائـرات الـمـقـنـبـلـة عـلـى
أوسـع نـطـاق. فـمـحـت وسـائـل الـمـواصـلات والـمـصـانـع وحـولـت الـمـدن إلـى
أنـقـاض بـالـيـة، حـيـث تـنـاقـص إنـتـاج ألـمـانـيـا الـصـنـاعـي بـنـسـبـة 40 % وفـرنـسـا بـ 55
%. كـمـا أدت الـحـرب إلـى خـراب شـامـل فـي الـمـرافـق الـحـيـويـة
وهـي : الـزراعـة، الـصـنـاعـة، الـتـجـارة والـمـواصـلات.
وفـوق ذلـك خـرجـت أوربـا مـن الـحـرب مـديـنـة لـلـولايـات
الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة بـمـبـالـغ ضـخـمـة، فـبـلـغـت ديـون فـرنـسـا غـداة
نـهـايـة الـحـرب 500 مـلـيـار فـرنـك فـرنـسـي، واسـتـفـادت الـولايـات
الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة مـاديـا مـن أحـداث الـحـرب رغـم مـسـاهـمـتـهـا فـي
تـحـريـر أوربـا الـغـربـيـة وقـهـر الـنـازيـة فـقـد تـزايـد إنـتـاجـهـا
الـصـنـاعـي بـنـسـبـة 75 % خـاصـة
الـصـنـاعـات الـحـربـيـة، وإنـتـاجـهـا مـن الـقـمـح زاد بـنـسـبـة 25 % وانـعـكـس كـل ذلـك عـلـى مـيـزانـهـا الـتـجـاري الـذي اسـتـفـاد
بـ 11 مـلـيـار دولار.
واحـتـفـاظـهـا بـالـذهـب الـعـالـمـي بـنـسـبـة 80 % ، واسـتـطـاعـت أن تـخـلـق صـنـاعـات مـيـكـانـيـكـيـة بـواسـطـة
شـركـاتـهـا الـتـي اسـتـثـمـرت أمـوالـهـا فـي "كـنـدا، الـبـرازيـل
والأرجـنـتـيـن " رغـم أنـهـا ظـلـت طـوال الـحـرب تـزود دول الـحـلـفـاء
بـكـل الـمـعـدات الـعـسـكـريـة والـمـواد الـغـذائـيـة، بحـيـث بـاعـت في هـذه
الفـتـرة 16000 طـائـرة حـربـيـة.
II – الـنـتـائـج الـسـيـاسـيـة :
لـقـد أحـدثـت
الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة تـغـيـرات أسـاسـيـة فـي الـوضـع الـدولـي،
تـمـثـلـت فـيـمـا يـلـي :
1 - الـمـؤتـمـرات :
وضـع سـاسـة الـدول
الـكـبـرى أثـنـاء وقـبـل وبـعـد انـتـهـاء الـحـرب أسـسـا مـؤقـتـة لـلـسـلام
الـعـالـمـي، وتـشـديـد الـضـغـط عـلـى دول الـمـحـور حـيـث تـركـز اهـتـمـام
الـحـلـفـاء عـلـى الـجـانـب الـعـسـكـري بـغـيـة تـحـقـيـق وكـسـب عـالـم مـا
بـعـد الـحـرب. وأول لـقـاء هـو :
أ –
لـقـاء الأطـلـسـي : اللـقـاء الذي تـم بيـن "روزفـلـت – تـشـرشـل" فـي أوت 1941، وخـرجـا بـبـيـان أطـلـق عـلـيـه
فـيـمـا بـعـد " مـيـثـاق الأطـلـسـي " وأعـربـا فـيـه عـن كـونـهـمـا
لا يـطـمـحـان إلـى أي تـوسـع إقـلـيـمـي، كـمـا يـتـعـهـدان بـعـد الانـتـصـار
بـتـرك كـل الـشـعـوب تـقـرر مـصـيـرهـا بـنـفـسـهـا دون ضـغـط أو إكـراه.
ب –
مـؤتـمـر طـهـران ديـسـمـبـر 1943 : إلـتـقـى فـي هـذا الـمـؤتـمـر
الـثـلاثـة الـكـبـار : ( روزفـلـت – تـشـرشـل "Winston
Churchill" ( 1874 - 1965 ) - سـتـالـيـن
"Joseph Staline" ( 1879 - 1953 ) ومـحـور الـلـقـاء هـو مـصـيـر ألـمـانـيـا
بـعـد الـحـرب، وقـبـلـوا جـمـيـعـا بـإقـتـراح مـن "تـشـرشـل "
تـوسـيـع "بـولـونـيـا" غـربـا حـتـى نـهـر الأودر.
جـ –
مـؤتـمـر يـالـطـا جـانـفـي 1945 : حـضـره الـثـلاثـة
الـكـبـار " روزفـلـت – تـشـرشـل – سـتـالـيـن
" وكـان هـذا الـمـؤتـمـر حـاسـمـا، لأنـه جـاء فـي وقـت كـانـت فـيـه
الـهـزيـمـة الألـمـانـيـة أمـرا مـفـروغـا مـنـه وفـي وقـت أصـبـحـت فـيـه قـوات
الـجـيـش الأحـمـر الـروسـي فـي مـركـز قـوة نـتـيـجـة تـقـدمـهـا بـسـرعـة فـي
أراضـي أوربـا الشـرقـيـة وألـمـانـيـا، مـمـا جـعـل "سـتـالـيـن"
يـمـارس ضـغـطـا عـلـى الأمـريـكـيـيـن والـبـريـطـانـيـيـن واتـفـقـوا عـلـى :
*
مـبـدأ الـحـريـة لـكـل الـشـعـوب فـي اخـتـيـار حـكـومـاتـهـا.
* إرادة الـجـمـيـع
فـي الـمـسـاعـدة عـلـى إقـامـة أنـظـمـة ديـمـقـراطـيـة فـي كـل أوربـا، دون
تـحـديـد مـفـهـوم الـديـمـقـراطـيـة وشـكـلـهـا.
*
قـبـل الـغـربـيـون نـظـام "تـيـتـو" ( نـسـبـة إلـى جـوزيـف
بـروزتـيـتـو رئـيـس دولـة يـوغـسـلافـيـا ) فـي يـوغـسـلافـيـا.
* أن تـتـنـازل
" بـولـونـيـا لـروسـيـا " عـن الـمـنـاطـق الـتـي كـانـت قـد
أخـذت مـنـهـا سـنـة 1921 وتـعـويـضـهـا بـامـتـداد حـدودهـا غـربـا عـلـى حـسـاب
"ألـمـانـيـا" حـتـى نـهـر الأودر.
د - مـؤتـمـر بـوتـسـدام فـي 17
جـويـلـيـة 1945 : عـقـد هـذا الـمـؤتـمـر
فـي ضـواحـي بـرلـيـن وضـم " سـتـالـيـن، تـرومـان الـذي خـلـف روزفـلـت – آتـلـي رئـيـس
وزراء بـريـطـانـيـا الـذي خـلـف تـشـرشـل. وكـان مـوضـوع الـمـؤتـمـر هـو : (
تـقـريـر مـصـيـر ألـمـانـيـا والـدول الـمـتـحـالـفـة مـعـهـا ) وجـدد
الـحـلـفـاء الـشـروط الـمـطـبـقـة عـلـى ألـمـانـيـا.
2 - خـريـطـة الـعـالـم بـعـد الـحـرب الـعـالـمـيـة
الـثـانـيـة :
شـهـدت خـريـطـة العـالـم تـغـيـرات جـديـدة بـعـد الـحـرب
الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة نـتـيـجـة الـغـلـبـة والأمـر الـواقـع، حـيـث شـهـدت
الـحـدود فـي أوربـا تـغـيـرات واسـعـة مـاعـدا حـدود الـدول الـمـسـتـعـمـرة فـي
كـل مـن إفـريـقـيـا وآسـيـا، حـيـث اتـفـق الـحـلـفـاء أثـنـاء إنـعـقـاد
(مـؤتـمـر بـوتـسـدام فـي 17 جـويـلـيـة 1945) عـلـى عـقـد مـعـاهـدات صـلـح مـع
هـذه الـدول تـضـمـنـت تـغـيـرات فـي حـدودهـا الـسـيـاسـيـة مـع فـرض غـرامـات
مـالـيـة كـتـعـويـضـات. وهـذه الـمـعـاهـدات هـي :
أ –
مـعـاهـدة الـصـلـح مـع إيـطـالـيـا فـي 10 فـبـرايـر 1947 نـصـت عـلـى :
* أعـيـدت حـدود إيـطـالـيـا إلـى مـا كـانـت عـلـيـه سـنـة
1938، مـع إجـراء تـعـديـلات فـيـهـا لـصـالـح فـرنـسـا ويـوغـسـلافـيـا.
* تـنـازلـت
إيـطـالـيـا لـلـيـونـان عـن جـزر الـدوديـكـانـيـز.
* اعـتـرفـت إيـطـالـيـا بـاسـتـقـلال الـحـبـشـة
وألـبـانـيـا.
* الـتـنـازل عـن مـسـتـعـمـراتـهـا الـسـابـقـة
(لـيـبـيـا، أرتـريـا والـصـومـال ) وأعـلـنـت "لـيـبـيـا" دولـة
مـسـتـقـلـة سـنـة 1951، وضـمـت أرتـريـا سـنـة 1952 إلـى الـحـبـشـة، وقـررت
هـيـئـة الأمـم الـمـتـحـدة أن تـمـنـح "الـصـومـال" اسـتـقـلالـهـا
سـنـة 1960.
ب –
مـعـاهـدات الـصـلـح مـع كـل مـن ( الـمـجـر، بـلـغـاريـا ورومـانـيـا ) سـنـة
1947 : ونـصـت هـذه الـمـعـاهـدات عـلـى دفـع غـرامـات مـالـيـة
كـتـعـويـضـات، فـفـرض عـلـى "بـلـغـاريـا" دفـع غـرامـة تـقـدر بـ 70
مـلـيـون دولار، الـمـجـر 300 مـلـيـون دولار، و رومـانـيـا 300 مـلـيـون دولار.
كـمـا شـهـدت دول شـرق أوربـا تـغـيـرات جـذريـة فـي حـدودهـا بـعـد الـحـرب
الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة وكـانـت عـلـى الـنـحـو الـتـالـي :
* تـنـازلـت
"رومـانـيـا" عـن مـنـطـقـة "بـسـارابـيـا" لـروسـيـا
واسـتـرجـعـت مـنـطـقـة "تـرنـسـلـفـانـيـا" مـن الـمـجـر.
*
فـقـدت بـلـغـاريـا واجـهـتـهـا عـلـى بـحـر ايـجـه.
* تـنـازلـت
بـولـونـيـا عـن "روسـيـا الـبـيـضـاء واكـرانـيـا" لـروسـيـا وأخـذت بـالـمـقـابـل الـجـزء
الـشـرقـي مـن ألـمـانـيـا حـتـى نـهـر الأودر.
* تـنـازلـت كـل
مـن تـشـيـكـوسـلـوفـاكـيـا وفـنـلـنـدا عـن أجـزاء مـن أراضـيـهـا لـروسـيـا.
كـمـا أقـيـمـت فـي
هـذه الـدول وهـي : بـلـغـاريـا، الـمـجـر، رومـانـيـا، بـولـونـيـا، تـشـيـكـوسـلـوفـاكـيـا،
ألـبـانـيـا، يـوغـسـلافـيـا، ألـمـانـيـا، ديـمـقـراطـيـات شـعـبـيـة اتـخـذت
لـهـا دسـاتـيـر مـمـاثـلـة لـدسـتـور الاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي وأخـضـعـت
بـدرجـات مـتـفـاوتـة لـنـفـوذ روسـيـا، والـمـسـتـفـيـد مـن هـذه الـتـغـيـرات
هـي روسـيـا، حـيـث حـسـنـت مـركـزهـا عـلـى بـحـر الـبـلـطـيـق، وأخـذت اخـصـب
الأراضـي مـن "بـولـونـيـا، رومـانـيـا وفـلـنـدا " كـمـا اسـتـرجـعـت
كـل أراضـيـهـا الـتـي كـانـت قـد فـقـدتـهـا غـداة قـيـام الـثـورة الـشـيـوعـيـة
1917.
جـ – مـعـاهـدة الـصـلـح مـع الـيـابـان في 11 ديـسـمـبـر 1951 : أمـضـى
هـذه الـمـعـاهـدة الـحـلـفـاء الـغـربـيـون دون الاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي،
وتـنـازلـت بـمـقـتـضـاهـا عـن جـمـيـع مـسـتـعـمـراتـهـا، مـع بـقـاء الإشـراف
الأمـريـكـي عـلـيـهـا، وإقـامـة قـواعـد عـسـكـريـة أمـريـكـيـة بـهـا.
د - مـعـاهـدة الـصـلـح مـع الـنـمـسـا
فـي 15 مـاي 1955 : تـم بـمـقـتـضـاهـا إنـهـاء احـتـلال
الـحـلـفـاء لأراضـيـهـا، والاحـتـفـاظ بـحـدودهـا الـمـورثـة سـنـة 1919.
3 -
انـتـقـال الـزعـامـة و الـسـيـادة الـدولـيـة :
أ
- إن نـظـام الـحـكـومـات الأوربـيـة الـقـديـمـة الـذي زعـزعـتـه أحـداث الـحـرب
الـعـالـمـيـة الأولـى، ثـم الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة تـغـيـر،
فـانـتـهـت " فـرنـسـا " كـدولـة كـبـرى فـي الـعـالـم، و دب الـضـعـف
فـي الـنـفـوذ الـبـريـطـانـي و لـم تـعـد بـريـطـانـيـا قـادرة عـلـى اتـبـاع
سـيـاسـتـهـا الـتـقـلـيـديـة.
ب - هـزيـمـة دول الـمـحـور وانـهـيـار
الـنـظـام الـفـاشـي فـي إيـطـالـيـا والـنـازي فـي ألـمـانـيـا والـعـسـكـري فـي
الـيـابـان، والـعـودة إلـى الـنـظـام الـديـمـقـراطـي الـبـرلـمـانـي فـي أوربـا
الـغـربـيـة.
جـ - مـنـذ انـعـقـاد مـؤتـمـر بـاريـس
فـي 15 أكـتـوبـر 1946، بـلـغ الـخـلاف أقـصـاه، و قـد تـجـلـى فـي انـقـسـام
أوربـا إلـى كـتـلـتـيـن : شـرقـيـة وغـربـيـة، وعـنـدهـا انـقـسـم الـعـالـم إلـى
مـعـسـكـريـن رئـيـسـيـن هـمـا :
* الـمـعـسـكـر الـشـرقـي :
بـزعـامـة الاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي، وبـروز الـصـيـن كـدولـة شـيـوعـيـة لـهـا
أهـمـيـتـهـا فـي الـمـجـال الـدولـي.
* الـمـعـسـكـر الـغـربـي :
بـزعـامـة الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة.
وأصـبـحـت هـاتـان الـدولـتـان تـرسـمـان
سـيـاسـة الـعـالـم، وتـتـنـافـسـان عـلـى الـسـيـطـرة عـلـيـه وزاد مـن
نـفـوذهـمـا أنـهـمـا تـزعـمـتـا الـعـالـم فـي الـتـقـدم الـتـكـنـولـوجـي.
ومـا سـبـب انـتـقـال الـزعـامـة
والـسـيـادة الـدولـيـة إلـى الـعـمـلاقـيـن الـجـديـديـن إلا نـتـيـجـة تـحـسـن
فـي مـركـزهـمـا الـسـيـاسـي والاقـتـصـادي، ومـكـانـتـهـمـا الـدولـيـة،
والـتـغـيـر الـواسـع فـي مـيـزان الـقـوى، فـالـولايـات الـمـتـحـدة
الأمـريـكـيـة مـتـخـمـة مـاديـا وسـيـاســيـا مـن الـحـرب، كـمـا شـاركـت فـي
تـحـريـر أوربـا الـغـربـيـة، ومـن ثـم مـلـكـت قـوة اقـتـصـاديـة هـائـلـة،
ورصـيـدا مـعـنـويـا بـيـن الـدول الـغـربـيـة أهـلـهـا لاحـتـلال مـركـز
الــزعـامـة
والـصـدارة الـدولـيـة، بـيـنـمـا الاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي اتـسـع نـفـوذه
الـشـيـوعـي فـي دول شـرق أوربـا، وكـسـبـت مـكـانـة أهـلـتـه لـكـسـب شـعـبـيـة
فـي غـرب أوربـا.
كـمـا اسـتـطـاع الـعـمـلاقـيـن
الـتـخـلـص مـن عـزلـتـهـمـا الـسـيـاسـيـة، وشـرعـا فـي الـتـطـلـع إلـى
الـتـوسـع الـسـيـاسـي والاقـتـصـادي مـنـذ سـنـة 1947 إلـى مـنـاطـق الـنـفـوذ
الـحـيـويـة ذات الـمـوارد والـمـواقـع الاسـتـراتـيـجـيـة. وهـذا مـا عـرف (
بـالـحـرب الـبـاردة ) الـتـي اسـتـخـدمـت فـيـهـا ( الـدعـايـة والـمـال ) عـلـى شـكـل مـشـاريـع
اقـتـصـاديـة مـقـنـعـة. وهـذه الـحـرب زادت مـن الـتـوتـر فـي الـعـلاقـات
الـدولـيـة.
4 - انـتـشـار مـوجـه الـتـحـرر فـي الـعـالـم
الـثـالـث :
فـي هـذا الـجـو الـمـشـحـون بـالـتـوتـر
الـخـطـيـر عـلـى مـصـيـر الـبـشـريـة، كـانـت الآمـال مـعـلـقـة عـلـى هـيـئـة
الأمم المـتـحـدة، كـجـهـاز للأمـن والـسـلـم العـالـمـيـيـن.
إلا أن سـيـطـرة الـدول الـكـبـرى
عـلـيـهـا لا سـيـمـا الـولايـات المـتـحـدة، مـنـع هـذه الأخـيـرة مـن الـقـيـام
بـواجـبـاتـهـا مـثـلا : أزمـة الـشـرق الأوسـط والـعـدوان الـصـهـيـونـي عـلـى
الـبـلاد الـعـربـيـة، خـاصـة الـقـضـيـة الـفـلـسـطـيـنـيـة الـعـادلـة.
كـم اشـتـد سـاعـد الـنـضـال فـي
الـبـلـدان الإفـريـقـيـة والآسـيـويـة مـن أجـل الـتـحـرّر مـن الاسـتـعـمـار
بـشـكـلـيـه الـقـديـم والـجـديـد، وانـتـشـرت مـوجـة الـتـحـرر في كـل دول
الـعـالـم الـتـي تـطـمـح إلـى الـحـريـة والاسـتــقـلال مـسـتـفـيـدة مـن
تـنـافـس الـدول الـكـبـرى، وسـاعـد ذلـك عـلـى اسـتـقـلال عـدد مـن الـدول مـن
بـيـنـهـا : سـوريـا ولـبـنـان سـنـة 1946، والـهـنـد والـبـاكـسـتـان 1947، ثـم
واصـلـت هـذه الـدول الـصـغـيـرة نـضـالـهـا الـسـيـاسـي والـعـسـكـري مـن أجـل
الـظـفـر بـالاسـتـقـلال، حـيـث اسـتـفـادت مـن وجـود أكـثـر فـي الأمم
الـمـتـحـدة، بـعـدمـا خـرجـت الـدول الاسـتـعـمـاريـة ضـعـيـفـة مـن الـحـرب،
وزيـادة حـدة الـصـراع الـفـكـري بـيـن الـشـرق والـغـرب، و كـان انـشـغـال دول
الـعـالـم الـثـالـث فـي نـهـايـة الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة مـركـزا
تـجـاه الـنـضـال مـن أجـل الـبـنـاء الـسـيـاسـي وانـتـزاع الاسـتـقـلال قـبـل
الـبـدء فـي مـعـركـة الـتـنـمـيـة الاقـتـصـاديـة، رغـم خـضـوع هـذه الـدول (
لـلـحـرب الـبـاردة ) إلـى أن ظـهـرت حـركـة (عـدم الانـحـيـاز) سـنـة 1961
والـتـي تـدعـو إلـى الـتـعـايـش الـسـلـمـي والـتـزام الـحـيـاد الإيـجـابـي
ونـضـالـهـا السـيـاسـي والاقـتـصـادي، وعـدم الـخـضـوع لـلأحـلاف الـعـسـكـريـة.
إن الأوضـاع والـعـلاقـات الـدولـيـة بـعـد الـحـرب
الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة قـد طـرأ عـلـيـهـا تـغـيـر جـدري فـتـلاشـت قـوة
الـدول الاسـتـعـمـاريـة الـقـديـمـة الـتـي هـزتـهـا أحـداث الـحـرب الـعـالـمـيـة
الـثـانـيـة وانـتـهـت ألـمـانـيـا الـتـي كـانـت تـطـمـح لـسـيـادة الـقـارة
الأوربـيـة وزعـامـتـهـا، وفـقـدت كـل هـذه الدول قـوتـهـا الاقـتـصـاديـة
ومـركـزهـا الـسـيـاسـي، بـعـدمـا كـانـت تـتـمـتـع بـقـوة أسـاسـيـة فـي
الـمـحـافـل الـدولـيـة.
III – الـنـتـائـج الـعـلـمـيـة :
كـانـت الـحـرب
الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة حـرب الـتـكـنـولـوجـيـا الـجـديـدة
نـظـرا لاسـتـخـدام الـمـتـحـاربـيـن لأسـلـحـة الـدمـار عـلـى مـخـتـلـف
أنـواعـهـا، الـقـنـابـل الـمـحـرقـة "Les bombes incendiaires" والـمـواد الـكـيـمـاويـة والـبـاكـتـيـريـة،
مـع اسـتـعـمـال الـطـائـرات الـمـقـنـبـلـة،
الـغـواصـات الـمـتـطـورة، الـسـلاح الـذري، و تـم اسـتـخـدام بـشـكـل
واسـع حـامـلات الـطـائـرات الـضـخـمـة، اكـتـشـاف الاهـتـزازات الـصـوتـيـة الـتـي
تـنـتـشـر عـلـى الـمـاء فـي 1940 ( إحـداث ثـورة فـي مـيـدان الاتـصـال )
اكـتـشـاف واسـتـعـمـال الأنـسـولـيـن والـمـضـادات الـحـيـويـة 1942، اسـتـعـمـال
الـرادار إبـتـداءا مـن 1940، وقــد تــم تـقـلـيــص مـخــاطــر حـقــن الـدم
بـعـد أن تـم اكــتـشـاف عـامـل الـريـزوس "Rhesus " عـام 1941 مـن طـرف الأمـريـكـيـيـن
"Karl Land Streiner" ( 1868 - 1943 ) و"Alexander
Solomon Weiner" (
الـمـولـود عـام 1907 ) كـمـا تـم اسـتـخـدام الـبـنـسـلـيـن عـلـى شـكـل
مـسـتـخـلـصـات مـركـزة إبـتـداءا مـن عـام 1940 ( تـم اكـتـشـافـهـا عـام 1920 ).
IV - أسـئـلــة الـتـصـحـيـح
الـذاتـي :
س1 - مـاهـي الـدول
الـتـي تـضـررت مـن جـراء الـحـرب العـالمـيـة الـثـانـيـة اجـتـمـاعـيـا،
اقـتـصـاديًـا وسـيـاسـيـا ؟ و مـا الـدول الـتـي اسـتـفـادت مـن جـراء ذلـك ؟
س2 - مـن
نـتـائـج الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة، انـقـسـام الـعـالـم إلـى
مـعـسـكـريـن شـرقـي وغـربـي، كـيـف تـفـسـر ذلـك ؟
س3 - مـاهـي
الأسـبـاب الـتـي سـاعـدت عـلـى الـتـضـامـن الأسـيـوي الإفـريـقـي ؟
V - أجـوبـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي :
ج1 - إن الـحـرب
الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة لـم تـقـتـصـر عـلـى دول مـعـيـنـة دون الأخـرى، بـل
كـل دول الـعـالـم لـم تـكـن مـيـدانـا لـلـحـرب، سـاهـمـت مـاديـا و بـشـريـا،
إلا أن أضـرار الـحـرب تـفـاوتـت مـن دولـة لأخـرى. فـروسـيـا وحـدهـا خـسـرت 22
مـلـيـون شـخـص مـن مـدنـيـيـن وعـسـكـريـن إلـى جـانـب تـخـريـب اقـتـصـادهـا.
وتـضـرر اقـتـصـاد فـرنـسـا 55% ، وفـقـدت زعـامـتـهـا الـسـيـاسـيـة عـلـى الـعـالـم الـغـربـي،
وتـضـررت ألـمـانـيـا بـنـسـبـة 40% .
أمـا الـدول التـي اسـتـفـادت مـن الـحـرب الـعالـمـيـة
الـثـانـيـة فـهـي : الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة الـتـي تـزايـد
إنـتـاجـهـا الـصـنـاعـي بـنـسـبـة 75% و الـزراعـي بـ 25 % واحـتـفـاظـهـا بـالـذهـب الـعالـمـي بـنـسـبـة
80% ، وكـسـبـت زعـامـة
الأنـظـمـة الـرأسـمـالـيـة.
أما الاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي فـقـد اسـتـرجـع كـل الأراضـي
الـتـي انـتـزعـت مـنـه سـنـة 1921 ، كـمـا تـزعـم الـمـعـسـكـر الـشـيـوعـي.
ج2 - مـن نـتـائـج الـحـرب الـعـالـمـيـة انـقـسـام
الـعـالـم إلـى الـمـعـسـكـريـن هـمـا :
أ - الـمـعـسـكـر الـشـرقـي بـزعـامـة
الاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي.
ب - الـمـعـسـكـر الـغـربـي : بـزعـامـة
الـولايـات المـتـحـدة الأمـريـكـيـة وذلـك راجـع لعـدة أسـباب نذكـر مـنـهـا :
1 - إن نـظـام الـحـكـومـات الأوربـيـة
الـقـديـم الـذي زعـزعـتـه أحـدات الـحـرب الـعـالـمـيـة الأولـى ثـم الـثـانـيـة
فـانـتـهـت "فـرنـسـا" كـدولـة كـبـرى فـي الـعـالـم، و دب الـضـعـف فـي
الـنـفـوذ الـبـريـطـانـي.
2 - هـزيـمـة دول "الـمـحـور"
وانهـيـار الأنظـمـة الـدكـتـاتـوريـة.
3 - خـروج كـل مـن الـولايـات الـمـتـحـدة
الأمـريـكـيـة والاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي مـن عـزلـتـهـمـا الـسـيـاسـيـة.
4 - و مـمـا زاد مـن نـفـوذهـمـا أنـهـمـا
تـزعـمـتـا الـعـالـم فـي الـتـقـدم الـتـكـنـولـوجـي.
ج3 - مـن نـتـائـج
الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة انـتـشـار مـوجـة الـتـحـرر فـي دول الـعـالـم
الـثـالـث، وذلـك راجـع لـعـدة أسـبـاب نـذكـر مـنـهـا :
أ - خـروج الـدول الاسـتـعـمـاريـة الـكـبـرى
مـن الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة ( فـرنـسـا، بـريـطـانـيـا ) ضـعـيـفـتـيـن
اقـتـصـاديـا وسـيـاسـيـا.
ب - الـوعـود الـكـاذبـة الـتـي أعـطـيـت
لـهـذه الـدول مـن طـرف دول الـحـلـفـاء أثـنـاء الـحـرب مـمـا بـيـن لـشـعـوبـهـا
مـن أن الـحـق يـؤخـذ ولا يـعـطـى.
جـ - اسـتـفـادت هـذه الـدول مـن تـنـافـس
الـدول الـكـبـرى فـيـمـا بـيـنـهـا فـي إطـار "الـحـرب الـبـاردة"
وهـذا مـا أدى بـهـا إلـى الـتـضـامـن ومـنـاداتـها بـالـتـعـايـش الـسـلـمـي
وعـدم الـخـضـوع لـلأحـلاف الـعـسـكـريـة وتـضـامـنـهـا فـي إطـار (حـركـة عـدم
الانـحـيـاز) كـما اسـتفـادت هـذه الدول من وجـود أكـثـر في هـيـئـة الأمم
الـمـتـحـدة.
الـجـزائـر أثـنـاء الـحـرب العـالـمـيـة الثـانـيـة
الـهـدف مـن الـدرس : -
إبـراز نـمـو الاتـجـاه الاسـتـقـلالـي داخـل الـحـركـة الـوطـنـيـة.
الـمـدة الـلازمـة لـدراسـتـه : 1
سـاعـة.
تـصـمـيـم الـدرس
- تـمـهـيـد.
I – مـوقـف الـجـزائـريـيـن مـن الـحـرب.
II – نـزول الـحـلـفـاء بـالـجـزائـر 1942.
III – بـيـان فـيـفـري 1943.
IV - انـعـكـاسـات الـحـرب عـلـى الـجـزائـر.
V – أسـئـلـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي.
VI – أجـوبـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي.
- تـمـهـيــد :
لـقـد
ظـهـرت الـحـركـة الـوطـنـيـة قـبـل الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة واتـضـحـت
أكـثـر بـعـدهـا، وكـانـت مـعـالـمـهـا مـتـحـددة فـي عـدة اتـجـاهـات سـيـاسـيـة
هـي :
أ
– اتـجـاه
الـمـسـاواة : مـثـلـه فـي الـبـدايـة الأمـيـر
خـالـد، ثـم تـطـور إلـى الـمـطـالـبـة بـالـتـجـنـيـس والانـدمـاج وهـي تـجـربـة
ابـن جـلـول وفـرحـات عـبـاس وكـانـت هـذه الـتـجـربـة فـاشـلـة بـسـبـب رفـض كـل
مـن الـجـزائـريـيـن والـفـرنـسـيـيـن.
ب
– الاتـجـاه
الاسـتـقـلالـي : يـمـثـلـه حـزب الـشـعـب الـجـزائـري
الـذي تـأسـس
فـي مـارس 1937 بـرئـاسـة مـصـالـي الـحـاج وهـو
امـتـداد لـنـجـم شـمـال إفـريـقـيـا. وقـد لـعـب هـذا الـحـزب الـدور الـكـبـيـر
والـفـعـال فـي الـحـركـة الـوطـنـيـة الـجـزائـريـة.
جـ
– الاتـجـاه
الإصـلاحـي : تـبـلـور هـذا الاتـجـاه عـلـى يـد
الـشـيـخ عـبـد الـحـمـيـد بـن بـاديـس وأنـصـاره، حـيـث أسـسـوا فـي مـاي 1931 جـمـعـيـة
الـعـلـمـاء الـمـسـلـمـيـن الـجـزائـريـيـن، بـهـدف الـدفـاع عـن شـخـصـيـة
الـجـزائـر وعـروبـتـهـا.
هـذه
أهـم الاتـجـاهـات الـسـيـاسـيـة الـتـي مـيـزت الـحـركـة الـوطـنـيـة فـي فـتـرة
الـحـربـيـن الـعـالـمـيـتـيـن، والـتـي تـتـبـلـور أكـثـر بـعـد الـحـرب
الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة.
I – مـوقـف الـجـزائـريـيـن مـن الـحـرب :
1 – عـلـى مـسـتـوى الـشـعـب : حـاولـت الـعـنـاصـر
الـجـزائـريـة الـتـي نـقـلـت إلـى جـبـهـة الـقـتـال الاتـصـال بـالألـمـان
بـهـدف الـتـدرب عـلـى تـقـنـيـات الـتـخـريـب وحـرب الـعـصـابـات. وهـنـاك مـن
شـارك فـي الـحـرب بـغـيـة الـتـحـرر بـعـد نـهـايـتـهـا خـاصـة وأنـهـا اعـتـبـرت
صـراع تـحـرري لـلـشـعـوب والأفـراد دون تـمـيـيـز.
وكـان لـسـقـوط بـاريـس
فـي 14 جـوان 1940 أثـره الإيـجـابـي فـي نـفـسـيـة الـجـزائـريـيـن إذ انـهـار
عـامـل تـفـوق فـرنـسـا وتـحـطـمـت فـكـرة فـرنـسـا الـتـي "لا
تـغـلـب".
2 – عـلـى الـمـسـتـوى الـسـيـاسـي : نـمـو الـوعـي
الـوطـنـي الـسـيـاسـي وأدرك الـجـزائـريـيـن ضـرورة الـتـحـرر خـاصـة أمـام
وضـعـيـة فـرنـسـا، وسـمـح ذلـك بـتـقـارب وجـهـات الـنـظـر بـيـن تـشـكـيـلات
الـحـركـة الـوطـنـيـة المـخـتـلـفـة، تـجـسـد ذلـك في تـحـريـر بـيـان فـيـفـري
1943.
II – نـزول الـحـلـفـاء بـالـجـزائـر 1942
:
رحـب
الـجـزائـريـيـن بـنـزول الـحـلـفـاء ( الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة،
بـريـطـانـيـا ) عـلـى أسـاس أنـه يـمـثـل عـلامـة الـتـحـرر لـتـحـقـيـق مـبـادئ
الـمـيـثـاق الأطـلـسـي، وبـعـد نـزولـهـم قـامـت جـمـاعـة يـتـرأسـهـا فـرحـات
عـبـاس بـتـقـديـم مـذكـرة للـسـلـطـات الـفـرنـسـيـة والـقـيـادة الـحـلـيـفـة
يـوم 22 / 12 / 1942 جـاء فـيـهـا :
* إنـشـاء
جـمـعـيـة تـأسـيـسـيـة جـزائـريـة عـلـى أسـاس حـق الانـتـخـاب الـشـامـل يـنـتـج
عـنـهـا دسـتـور سـيـاسـي اقـتـصـادي واجـتـمـاعـي جـديـد لـلـجـزائـر.
إلا أن الـسـلـطـات
رفـضـت اسـتـقـبـال الـمـذكـرة الـجـزائـريـة كـمـا رفـضـتـهـا الـولايـات
الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة وبـريـطـانـيـا بـدعـوة أنـهـا تـخـص الـفـرنـسـيـيـن.
III – بـيـان فـيـفـري 1943 :
كـانـت
أحـداث الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة سـبـبـا فـي زيـادة انـتـشـار الـوعـي
الـوطـنـي وتـنـاسـي الأحـقـاد، حـيـث رأت الـطـبـقـة الـسـيـاسـيـة فـي
الـجـزائـر ضـرورة وضـع بـرنـامـج سـيـاسـي يـطـرح مـشـكـلـة الـنـظـام
الـمـقـبـل، ونـتـيـجـة لـذلـك انـعـقـد اجـتـمـاع 03 / 02 /
1943 ضـم أنـصـار حـزب الـشـعـب، الـعـلـمـاء والـنـواب وأعـدوا بـيـان حـرره
فـرحـات عـبـاس يـوم 10 / 02 / 1943 سـلـم لـلـوالـي الـعـام
الـفـرنـسـي بـالـجـزائـر "الـمـارشـال بـيـرتـون" ونـسـخـا لـمـمـثـلـي
حـكـومـة فـرنـسـا الـحـرة ومـمـثـلـي بـريـطـانـيـا والولايـات الـمـتـحـدة
الأمـريـكـيـة وتـضـمـنـت :
*
إدانـة الاسـتـعـمـار عـلـى مـخـتـلـف أشـكـالـه والـعـمـل عـلـى تـصـفـيـتـه.
*
تـطـبـيـق مـبـدأ تـقـريـر الـمـصـيـر عـلـى جـمـيـع الـشـعـوب.
*
مـنـح الـجـزائـريـيـن دسـتـورا خـاصـا بـهـا يـضـمـن حـريـة جـمـيـع الـسـكـان والـمـسـاواة
بـيـنـهـم.
* الإفـراج
عـن الـمـعـتـقـلـيـن الـسـيـاسـيـيـن مـن جـمـيـع الأحـزاب.
* إلـغـاء
الـمـلـكـيـات الإقـطـاعـيـة والـقـيـام بـإصـلاحـات زراعـيـة.
كـان رد
فـعـل الـوالـي الـفـرنـسـي أنـه سـيـأخـذ بـعـيـن الاعـتـبـار كـأسـاس لـدسـتـور
الـجـزائـر.
أمـا الـحـلـفـاء
فـردوا أنـهـم جـاءوا لـمـحـاربـة الـمـحـور والـقـضـيـة لا تـعـنـيـهـم.
أمـا الـجـنـرال
ديـغـول فـقـد رد مـن خـلال زيـارتـه لـقـسـنـطـيـنـة فـي أفـريـل 1943 والإعـلان
عـن تـأسـيـس لـجـنـة لـدراسـة الـشـؤون الأهـلـيـة. وفـي مـارس 1944 تـصـدر
مـرسـومـا يـقـضـي بـمـنـح الـمـواطـنـة الـفـرنـسـيـة لـلـنـخـبـة الـجـزائـريـة
دون الـتـخـلـي عـن أحـوالـهـم الـشـخـصـيـة مـع مـنـح إسـتـفـادات مـالـيـة
لـلـمـحـاربـيـن الـجـزائـريـيـن وتـأجـيـل الـنـظـر فـي مـسـتـقـبـل الـجـزائـر
إلـى مـا بـعـد نـهـايـة الـحـرب.
وأمـام هـذه الـمـواقـف أنـشـأ فـرحـات
عـبـاس "جـبـهـة أحـبـاب الـبـيـان والـحـريـة"
فـي 14 مـارس 1944 تـضـم جـمـيـع الـعـنـاصـر الـتـي سـاهـمـت فـي إعـداد
الـبـيـان.
IV - انـعـكـاسـات الـحـرب عـلـى الـجـزائـر :
1 – مـن الـوجـهـة الاقـتـصـاديـة : بـسـبـب الـحـرب
تـعـرضـت الـجـزائـر لـخـراب اقـتـصـادي مـع انـتـشـار الـمـجـاعـة وضـعـف إنـتـاج
الـمـحـاصـيـل كـمـا أن الـمـوارد الـغـذائـيـة أصـبـحـت مـقـنـنـة والـسـوق
الـسـوداء تـغـطـي كـافـة إنـتـاج الـجـزائـر، إذ أن جـمـيـع الـمـنـتـوجـات
كـانـت قـد أرسـلـت إلـى جـبـهـات الـقـتـال فـي أوربـا فـقـد أفـرغـت الـمـخـازن
مـن مـحـتـويـاتـهـا بـحـجـة تـغـذيـة "الـوطـن الأم" فـرنـسـا.
2 – مـن الـوجـهـة الـسـيـاسـيـة : عـمـلـت فـرنـسـا
عـلـى قـمـع الـحـركـة الـوطـنـيـة وحـل الأحـزاب الـسـيـاسـيـة واعـتـقـال ونـفـي
زعـمـاءهـا وأعـضـائـهـا، كـمـا أظـهـرت مـحـبـتـهـا الـخـادعـة لـلـجـزائـريـيـن
عـنـدمـا طـلـبـت مـنـهـم الإقـبـال عـلـى الـتـجـنـيـد والـتـطـوع فـي الـجـيـش
الـفـرنـسـي مـن أجـل الـقـضـاء عـلـى الـجـزائـريـيـن ووعـدتـهـم بـإنـصـافـهـم
وتـحـقـيـق مـطـالـبـهـم بـعـد نـهـايـة الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة.
وأهـم تـأثـيـر سـيـاسـي كـان أحـداث 8 مـاي 1945 الـتـي
جـعـلـت الـجـزائـريـيـن يـعـيـدون الـنـظـر فـي طـريـقـة الـتـعـامـل مـع فـرنـسـا.
V – أسـئـلـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي.
س1
- ( تـحـلـيـل
نـص تـاريـخـي )
" ... بـدأ
الاحـتـفـال رسـمـيـا فـي الـسـابـع مـن مـايـو عـنـدمـا أعـلـن الـحـلـفـاء عـن
نـهـايـة الـحـرب، وسـرعـان مـا شـرع الـمـعـمـرون والـفـرنـسـيـون عـامـة فـي
تـنـظـيـم "مـهـرجـان الأفـراح" لـكـن الـجـزائـريـيـن قـاطـعـوه،
ونـظـمـوا مـهـرجـانـات خـاصـة بـهـم، وكـانـت هـتـافـات الـجـزائـريـيـن تـدور
حـول الـمـنـاداة بـحـريـة واسـتـقـلال الـجـزائـر، وإطـلاق سـراح رئـيـس حـزب
الـشـعـب ... وكـانـت الـسـلـطـات الـفـرنـسـيـة هـي الـتـي أذنـت
لـلـجـزائـريـيـن بـتـنـظـيـم الـمـظـاهـرات بـهـذه الـمـنـاسـبـة والـمـشـاركـة
فـي أفـراح انـتـصـار الـحـلـفـاء الـذي يـرمـز إلـى انـتـصـار مـبـادئ مـيـثـاق
الأطـلـسـي، وقـد حـدث ذلـك فـي مـخـتـلـف مـدن الـجـزائـر ولـيـس خـاصـاً
بـسـطـيـف ... وفـي الـمـظـاهـرات الـتـي نـظـمـت هـنـاك والـتـي ابـتـدأت بـالـقـرب
مـن الـجـامـع الـكـبـيـر ... كـان أحـد أطـفـال الـكـشـافـة يـحـمـل الـعـلـم
الـوطـنـي ... وتـقـدمـت الـمـظـاهـرة ... حـتـى وصـلـت إلـى وسـط الـمـديـنـة.
وفـجـأة أطـلـقـت رصـاصـة أصـابـت الـطـفـل حـامـل الـعـلـم فـأردتـه قـتـيـلا فـي
الـحـيـن... ومـن سـطـيـف انـتـشـر الـخـبـر الـمـفـجـع تـحـمـلـه الأفـواه
وتـشـهـد عـلـيـه الـجـروح وتـصـوره الـكـلـمـات بـشـتـى الـصـور والأشـكـال ...
ولـكـن الـسـلـطـات الـفـرنـسـيـة الـتـي كـانـت تـتـحـيـن الـفـرصـة وجـدت
الـظـروف مـنـاسـبـة فـتـحـركـت لـتـوقـف الـعـاصـفـة... ونـتـج عـن ذلـك مـقـتـل
مـا بـيـن 45.000 و 100.000 قـتـيـل ...
"
الحركة
الوطنية الجزائرية 1930 – 1945 ج 3 . ط 3 .
د . أبو القاسم سعد الله
الـمـطـلـوب :
حـلـل
الـنـص تـحـلـيـلا تـاريـخـيـا ومـبـيـنـا :
1
–
أسـبـاب مـجـازر 8 مـاي 1945.
2
–
الـمـراحـل الـتـي مـرت بـهـا الـمـجـازر.
3
–
الـنـتـائـج الـتـي انـتـهـت إلـيـهـا.
4
– مـوقـف
الـجـزائـريـيـن، الأوربـيـيـن والـعـالـم مـن الـمـجـازر.
س2 – إلـيـك الـوثـيـقـتـيـن شـكـلـي 1 و 2.
الدولة / السنة
1945
|
الضحايا
|
الموقوفون
|
السجن المؤبد
|
الإعدام
|
الأعمال الشاقة
|
المعتقلين
|
الجزائر
|
45 ألف شهيد
|
1170
|
1307
|
99 شخص
|
66 شخص
|
6 آلاف–حزب الشعب-
|
فرنسا أوربيين
|
103 قتيل
|
/
|
/
|
/
|
/
|
/
|
حـصـيـلـة مـذابـح 8
مـاي 1945 – تـقـديـرات لـجـنـة الـتـحـقـيـق
الـفـرنـسـيـة بـقـيـادة الـجـنـرال تـوبـيـر.
( شـكـل
1 )
… كـان الـجـنـرال هـنـري مـارتـان
قـائـدا للــجـيـش 19 بـالـجـزائـر سـنـة 1944 –
1946 فـكـتـب يـقـول : ... " إنّ الـوالـي الـعـام "إيـف
شـتـونـيـو" الـمـسـؤول عـن الأمـن الـداخـلـي والـخـارجـي بـالـجـزائـر
طـلـب تـدخـل الـقـوات الـمـسـلـحـة الأرضـيـة والـبـحـريـة والـجـويـة وذلـك
فـي إطـار الـبـرنـامـج الـذي قـرّر فـي 1944 لـقـمـع أي تـمـرد مـن طـرف
الـجـنـرال كـاتـرو . . . . . ".
شـهـادة الـجـنـرال هـنـري مـارتـان عـلـى أحـداث 8 مـاي
1945.
|
( شـكـل 2 )
الـمـطـلـوب :
أ – عـيـن ثـلاث
مـنـاطـق اشـتـدت فـيـهـا الـتـدخـلات الـعـسـكـريـة الـفـرنـسـيـة إزاء
مـظـاهـرات 8 مـاي 1945 عـلى خـريـطـة الـجـزائـر الـصـمـاء ( شـكـل 3 ).
ب – اسـتـقـرئ
الـوثـيـقـتـيـن شـكـلـي 1 و 2 واسـتـخـلـص مـقـاصـد فـرنـسـا الاسـتـعـمـاريـة.
VI – أجـوبـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي.
ج1 -
عـنـوان الـنـص : حـوادث 8
مـاي 1945.
طـبـيـعـة الـنـص : عـبـارة عـن وثـيـقـة تـاريـخـيـة.
الإطـار الـزمـانـي لـلـنـص : 8 مـاي 1945.
الإطـار الـمـكـانـي لـلـنـص : قـالـمـة، خـراطـة، سـطـيـف. . .
أفـكـار الـنـص :
*
الإعـلان عـن نـهـايـة الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة وقـرب الاسـتـقـلال
بـالـنـسـبـة لـلـجـزائـريـيـن.
* بـدايـة
الاحـتـفـالات ( مـوقـف الـجـزائـريـيـن من الـقـضـاء عـلـى الـنـازيـة ).
* مـوقـف
الـفـرنـسـيـيـن مـن الاحـتـفـالات الـجـزائـريـة.
*
نـتـائـج الاحـتـفـالات.
أسـبـاب مـجـازر 8 مـاي 1945 :
1 – إعـلان مـيـثـاق الأطـلـسـي عـام 1941
والـذي يـنـص عـلـى حـق الـشـعـوب فـي تـقـريـر مـصـيـرهـا.
2 – تـصـريـح الـجـنـرال ديـغـول فـي
بـرازافـيـل فـي جـانـفـي 1944 والـمـتـضـمـن أن هـدف سـيـاسـة فـرنـسـا هـو جـعـل
الـشـعـوب الـمـسـتـعـمـرة تـحـكـم نـفـسـهـا.
3 – تـبـلـور الـوعـي الـوطـنـي
والـسـيـاسـي لـدى الـشـعـب الـجـزائـري وإدراكـه حـقـيـقـة الـسـيـاسـة
الـفـرنـسـيـة.
4 – عـدم الـتـزام فـرنـسـا بـوعـدهـا
أثـنـاء الـحـرب العـالمـيـة الثـانـيـة " مـن خـلال الـتـصـريـحـات
الـكـلامـيـة ".
5 – سـيـاسـة الـعـنـف والـقـمـع الـتـي
مـارسـتـهـا فـرنـسـا ضـد الـشـعـب والـحـركـة الـوطـنـيـة.
مـراحـل مـجـازر 8 مـاي 1945 :
1 – اسـتـسـلام ألـمـانـيـا وبـرخـصـة مـن
الإدارة الاسـتـعـمـاريـة وخـروج الـجـزائـريـيـن فـي مـظـاهـرات سـلـمـيـة فـي
سـطـيـف، قـالـمـة وغـيـرهـمـا مـن مـدن الـجـزائـر احـتـفـالا بـالانـتـصـار
عـلـى الـنـازيـة.
2 – حـمـل الـمـتـظـاهـرون فـي مـديـنـة
سـطـيـف الـعـلـم الـجـزائـري وانـطـلـقـوا مـن حـي الـمـحـطـة بـالـقـرب مـن
الـجـامـع الـجـديـد، كـمـا حـمـلـوا لافـتـات تـحـمـل شـعـارات وطـنـيـة.
3 – أراد مـفـتـش الـشـرطـة أن يـنـزع
الـعـلـم الـوطـنـي مـن حـامـلـه فـقـاومـه " بـوزيـد شـعـال " فـأطـلـق
الـرصـاص عـلـيـه، كـان ذلـك إيـذانـا لـحـوادث دامـيـة ومـؤلـمـة.
4 – عـجـزت الـشـرطـة الـسـيـطـرة عـلـى
الـمـوقـف فـاسـتـنـجـدت بـقـوات الـجـيـش، الـدرك، وارتـكـبـت مـجـزرة رهـيـبـة.
5 – جـنـدت فـرق الـلـفـيـف الأجـنـبـي
الـمـرتـزقـة والـمـشـاة الـسـنـغـالـيـيـن الـذيـن بـالـغـوا فـي الـتـخـريـب
والـتـدمـيـر والـقـتـل الـجـمـاعـي دون تـمـيـيـز وتـعـاون مـعـهـم الـمـعـمـرون
الأوربـيـون.
6 – مـشـاركـة الـلـواء الـسـابـع مـن
الألـزاس والـلـوريـن وقَـنْـبَـلَ سـلاح الـطـيـران واد الـمـرسـى، عـمـوشـة،
قـالـمـة وخـراطـة.
نـتـائـج الـمـجـازر :
1 – حـل الأحـزاب الـسـيـاسـيـة واعـتـقـال
زعـمـائـهـا والـقـادة الـنـقـابـيـيـن ومـلأت بـهـم الـسـجـون والـمـعـتـقـلات (مـصـالـي
الـحـاج فـي بـرازافـيـل) فـرحـات عـبـاس، د . سـعـدان، الـبـشـيـر
الإبـراهـيـمـي.
2 – اسـتـشـهـاد مـا يـزيـد عـن 45 ألـف
شـهـيـد واعـتـقـال 6460 شـخـص، حـكـم بـالإعـدام عـلـى 99 مـنـهـم.
3 – الـتـأكـد مـن اسـتـحـالـة تـحـقـيـق
الأهـداف الـوطـنـيـة دون الـقـيـام بـالـثـورة.
مـوقـف الـجـزائـريـيـن :
-
مـقـاطـعـة الأحـزاب الـسـيـاسـيـة الـوطـنـيـة والـشـعـب لانـتـخـابـات
جـويـلـيـة 1945 وهـو مـا جـسـد وعـي الـشـعـب الـجـزائـري ومـسـانـدتـه
لـلـحـركـة الـوطـنـيـة.
مـوقـف الأوربـيـيـن :
* كـانـوا
يـعـتـقـلـون الـنـاس ويـعـدمـونـهـم بـالـجـمـلـة وعـلـى مـرآى ومـسـمـع مـن
الـسـلـطـات الإداريـة الـتـي كـانـت تـشـجـعـهـم عـلـى ذلـك.
*
طـلـبـوا مـن الـسـلـطـات أن تـمـدد حـالـة الـطـوارئ وتـنـشـئ مـحـاكـم زجـريـة
عـسـكـريـة لـلـمـحـاكـمـات وسـُـلـح الـمـدنـيـيـن الأوربـيـيـن فـي الـمـنـاطـق
الـتـي لـم يـصـلـهـا الـسـلاح.
مـوقـف الـعـالـم :
اسـتـنـكـار
الـعـالـم لـهـذه الـمـجـازر، وقـد أطـلـع عـلـيـهـا رغـم مـحـاولـة فـرنـسـا
تـغـطـيـة ذلـك عـن طـريـق تـقـاريـر الـصـحـافـيـيـن.
ج2 – أ –
تـحـديـد الـمـنـاطـق الـثـلاث عـلـى الـخـريـطـة :
( شـكـل
3 )
ب – تـبـيـن
الـوثـيـقـتـيـن شـكـلـي 2 و 3 .
-
الـحـصـيـلـة الـثـقـيـلـة فـي صـفـوف الـجـزائـريـيـن مـن الـقـتـلـى
والـمـعـتـقـلـيـن والـمـحـكـوم عـلـيـهـم بـالإعـدام.
- الأسـلـوب
الاسـتـعـمـاري الـوحـشـي الـمـتـبـع مـن قـبـل الـقـوات الـفـرنـسـيـة وهـذا مـا
يـعـبـر عـن مـقـاصـد فـرنـسـا الـرامـيـة إلـى اتـبـاع أسـلـوب الإبـادة
الـجـمـاعـيـة لـلــحـرث والـنـسـل مـن أجـل قـمـع الـحـركـة الـوطـنـيـة
والـشـعـب الـجـزائـري ومـنـع كل صـوت يـطـالـب بـالـحـريـة والـسـيـادة
الـوطـنـيـة.
الحـرب الـبـاردة 1945 – 1989
الـهـدف مـن الـدرس : -
إبـراز دوافـع عـودة الـصـراع الإيـديـولـوجـي ومـخـاطـره عـلـى الأمـن والـسـلام
الـعـالـمـيـيـن.
الـمـدة الـلازمـة لـدراسـتـه : 2 سـاعـة.
تـصـمـيـم الـدرس
-
تـمـهـيـد.
I – مـفـهـوم الـحـرب الـبـاردة.
II – أسـبـابـهـا.
III – وسـائـلـهـا.
IV – الـمـراحـل والـمـظـاهـر.
V - الـنـتـائـج.
VI - أسـئـلـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي.
VII – أجـوبـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي.
- تـمـهـيــد :
لـقـد تـعـودنـا سـمـاع الـحـروب
الـمـدويـة والـتـي تـخـلـف آثـارا فـي الـمـيـاديـن الاقـتـصـاديـة،
الاجـتـمـاعـيـة والـسـيـاسـيـة، خـاصـة مـنـهـا الـحـرب الـعـالـمـيـة
الـثـانـيـة، إلا أن الـمـصـطـلـح الـجـديـد الـذي أطـلـق عـلـى الـصـراع
الإيـديـولـوجـي والاقـتـصـادي بـيـن الـدول الـرأسـمـالـيـة بـزعـامـة الـولايـات
الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة، والـشـيـوعـيـة بـزعـامـة الاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي
سـمـي بـ "الـحـرب الـبـاردة " وبـدأ هـذا الـصـراع مـنـذ نـجـاح
الـثـورة الـبـلـشـفـيـة فـي روسـيـا 1917، وخـمـد أثـنـاء الـحـرب الـعـالـمـيـة
نـظـرا لـلاتـفـاق الـمـؤقـت بـيـن الـنـظـامـيـن ضـد الأنـظـمـة
الـدكـتـاتـوريـة، لـيـعـود هـذا الـصـراع مـن جـديـد فـي نـهـايـة الـحـرب،
خـاصـة بـعـد خـروج الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة مـن عـزلـتـهـا
الـسـيـاسـيـة، وإلـقـاء الـقـنـبـلـتـيـن الـذريـتـيـن فـي كـل مـن "
هـيـروشـيـمـا ونـاغـازاكـي يـومـي 6 ، 9 أوت 1945 ". وبـقـيـت هـذه الـحـرب
مـنـذ نـهـايـة الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة "حـربـا بـلا سـلاح"،
لـكـنـهـا تـحـمـل فـي طـيـاتـهـا بـذور صـراع وتـنـافـس حـاديـن عـلـى صـنـع
الأسـلـحـة الـفـتـاكـة الـتـي تـؤدي بـالـبـشـريـة إلـى الـفـنـاء.
I - مـفـهـوم الـحـرب الـبـاردة :
تـعـنـي الـحـرب الـبـاردة ذلـك الـصـراع
الإيـديـلـوجـي بـيـن الـمـعـسـكـر الـغـربـي بـزعـامـة الـولايـات الـمـتـحـدة
الأمـريـكـيـة، والـمـعـسـكـر الـشـرقـي بـزعـامـة الاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي،
اسـتـخـدم هـذا الـصـراع كـل وسـائـل الـضـغـط بـاسـتـثـنـاء الأسـلـحـة، بـغـيـة
الـحـصـول عـلـى مـصـالـح مـاديـة.
وظـهـور هـذا الـصـراع يـعـود إلـى
انـتـصـار الـثـورة الـبـلـشـفـيـة فـي روسـيـا 1917، لـكـنـه كـان نـسـبـيـا
بـسـبـب انـتـهـاج سـيـاسـة الـعـزلـة مـن طـرف كـل مـن الـولايـات الـمـتـحـدة
الأمـريـكـيـة، والاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي قـبـل الـحـرب الـعـالـمـيـة
الـثـانـيـة، وخـمـد أثـنـاء الـحـرب اثـر الـتـحـالـف الـمـؤقـت ( 1942 - 1945 )
لـيـعـود عـنـيـفـا بـعـد تـفـجـيـر أول قـنـبـلـة ذريـة فـي صـحـراء
"نـيـومـيـكـسـيـكـو" فـي 16 جـويـلـيــة1945 ثـم قـنـبـلـة مـديـنـتـي
" هـيـروشـمـا ونـاغـازاكـي " فـي 6 ، 9 أوت 1945 بـقـنـبـلـتـيـن
ذريـتـيـن مـن طـرف الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة، وعـلـيـه فـإن كـلـمـة
( الـحـرب الـبـاردة ) أخـذت مـكـانـتـهـا فـي قـامـوس الـسـيـاسـة الـدولـيـة
بـعـد نـهـايـة الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة.
II - أسـبـاب الـحـرب الـبـاردة :
قـبـل أن تـضـع الـحـرب الـعـالـمـيـة
الـثـانـيـة أوزارهـا، اتـضـح لـلـمـعـسـكـريـن أنـه لا أمـل فـي اسـتـمـرار
الـتـحـالـف الـكـبـيـر الـذي كـان سـائـدا بـيـنـهـمـا أثـنـاء الـحـرب. و يـرجـع
ذلـك إلـى عـدة أسـبـاب أهـمـهـا :
1 - الاخـتـلاف الإيـديـولـوجـي بـيـن
الـمـعـسـكـر الـغـربـي والـشـرقـي، حـيـث تـهـدف الـشـيـوعـيـة إلـى الـقـضـاء
عـلـى الـرأسـمـالـيـة حـيـثـمـا وجـدت، واسـتـلـزم ذلـك الـعـمـل عـلـى الـحـد
مـن انـتـشـار الـشـيـوعـيـة ومـحـاربـتـهـا بـشـتـى الـوسـائـل مـن طـرف الـدول
الـرأسـمـالـيـة وخـاصـة الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة.
2 - الانـتـشـار الـشـيـوعـي فـي شـرق
أوربـا وجـنـوب شـرق آسـيـا، فـفـي شـرق أوربـا عـمـل سـتـالـيـن فـي
"مـؤتـمـر يـالـطـا " 1945 عـلـى إنـشـاء الـديـمـقـراطـيـات
الـشـعـبـيـة. بـيـنـمـا فـي جـنـوب شـرق آسـيـا انـتـشـرت الاضـطـرابـات
ومـظـاهـر الـعـصـيـان، كـمـا هـو الـحـال فـي انـدونـيـسـيـا والـهـنـد الـصـنـيـة،
كـمـا تـحـولـت إلـى حـرب سـاخـنـة فـي عـدة مـنـاطـق لـمـقـاومـة الـسـيـطـرة
الـرأسـمـالـيـة.
3 - ظـهـور الأزمـات الـدولـيـة الـتـي
سـاعـدت وأدت إلـى تـجـدد الـحـرب الـبـاردة مـن وقـت لآخـر ومـن أهـمـهـا ( أزمـة
بـرلـيـن 1948 - أزمـة الـصـواريـخ فـي كـوبـا 1962 ).
4 - الـسـبـاق نـحـو الـتـسـلـح، فـفـي
صـيـف 1945 أصـبـح الـسـلاح الـذري حـكـرا عـلـى الـولايـات الـمـتـحـدة
الأمـريـكـيـة وحـدهـا، وهـذا مـا دفـع الاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي إلـى تـلافـي
هـذا الـخـطـر الـداهـم وفـي أقـرب وقـت مـمـكـن، وفـعـلا كـان ذلـك فـي خـريـف
1949.
III - وسـائـل الـصـراع :
ظـهـرت
خـلافـات فـي أعـقـاب الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة واتـضـح جـلـيـا أن
الـتـسـويـة الـعـالـمـيـة لا يـمـكـن أن تـتـم بـيـن الـمـعـسـكـريـن، لـذلـك
عـبـأ الـمـعـسـكـران كـل وسـائـل الـضـغـط لـكـسـب مـعـركـة هـذا الـصـراع
الـمـتـمـثـل فـيـمـا يـلـي :
أ - الـمـسـاعـدات الاقـتـصـاديـة مـثـل
" مـشـروع مـارشـال 1947 ".
ب - سـيـاسـة الأحـلاف العـسـكـريـة، و
ذلـك في إطـار ( الـصـراع الـدولـي
).
جـ – الـجـوسـسـة.
د - الـدعـايـة الإعـلامـيـة الـمـضـادة
مـن الـطـرفـيـن، والـتـي سـخـرت لـهـا كـل وسـائـل الإعـلام ( الـمـسـمـوعـة،
الـمـرئـيـة والـمـكـتـوبـة ).
هـ - سـيـاسـة الانـقـلابـات
الـعـسـكـريـة عـبـر مـنـاطـق الـمـجـال الـحـيـوي، أو الاغـتـيـالات كـمـا هـو
الـحال فـي "الـشـيـلـي، الـمـكـسـيـك، إيـران و الـهـنـد الـصـيـنـيـة
".
و - إثـارة الـحـروب الإقـلـيـمـيـة
لـتـجـريـب الأسـلـحـة الحـديـثـة كـمـا حـدث فـي الـحـرب الـكـوريـة،
الـفـيـتـنـامـيـة والـشـرق الأوسـط.
ز - الارتـبـاطـات الـتـكـنـولـوجـيـة
الـمـصـدرة إلـى الـعـالـم الـثـالـث، ومـا نـتـج عـنـهـا مـن تـبـعـيـة سـيـاسـة.
ك - الإحـصـائـيـات الـعـسـكـريـة
والاقـتـصـاديـة والـعـروض الـمـيـدانـيـة الـسـنـويـة الـتـي اتـبـعـهـا
الـمـعـسـكـران بـغـيـة إعـطـاء الـثـقـة لـلـحـلـيـف وتـخـويـف الـعـدو.
IV - الـمـراحـل و الـمـظـاهـر :
يـمـكـن تـقـسـيـم الـحـرب الـبـاردة إلـى
مـرحـلـتـيـن رئـيـسـيـتـيـن هـمـا :
1 - الـمـرحـلـة الأولـى : تـمـتـد
مـن 1945 إلـى 1949 وتـشـمـل دوريـن بـارزيـن :
أ - الـدور الأول : ويـمـكـن
تـسـمـيـتـه بـالـفـتـرة الانـتـقـالـيـة مـن " 1945 - 1947 " والـتـي
تـحـطـم خـلالـهـا الـحـلـف الـكـبـيـر بـيـن الاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي والـدول
الـغـربـيـة بـزعـامـة الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة، وقـد تـمـيـزت هـذه
الـفـتـرة بـمـجـمـوعـة مـن الأحـداث. فـقـد عـمـل الاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي عـلـى
تـوسـيـع رقـعـتـه غـربـا لاسـتـرجـاع مـا فـقـده فـي الـحـرب الــعـالـمـيـة
الأولـى، بـل أكـثـر مـن ذلـك، كـمـا عـزم عـلـى تـأمـيـن حـدوده فـي إطـار
إنـشـاء الـديـمـقـراطـيـات الـشـعـبـيـة. فـفـي سـنـة 1945. قـامـت الأحـزاب
الـشـيـوعـيـة بـانـقـلابـات وتـولـت الـحـكـم فـي كـل مـن : رومـانـيـا،
بـلـغـاريـا، يـوغـسـلافـيـا، ألـبـانـيـا ثـم بولـونـيـا، والـمـجـر سـنـة 1947
وأخـيـرا تـشـكـوسـلـوفـاكـيـا.
كـانـت أول مـواجـهـة غـيـر مـبـاشـرة
بـيـن الـمـعـسـكـريـن هـي ( الـحـرب الأهـلـيـة فـي الـيـونـان 1946 ) إذ
اقـتـنـع الـغـرب أثـنـاءهـا بـضـرورة الـتـصـدي لـلـزحـف الـشـيـوعـي فـي أوربـا
عـلـى إثـر فـشـل بـريـطـانـيـا فـي دعـمـهـا لـلـنـظـام الـلـيـبـرالـي
بـالـيـونـان وتـركـيـا. وهـنـا أعـلـنـت الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة
مـذهـبـا جـديـدا تـمـثـل فـي تـقـديـم الـمـسـاعـدات الـمـاديـة 1947،
واسـتـفـادت مـن ذلـك كـل مـن الـيـونـان وتـركـيـا بـمـسـاعـدات تـقـدر بـ 250
مـلـيـون دولار. كـمـا اشـتـد الـتـوتـر فـي إيـران 1946 بـسـبـب تـبـاطـؤ
الاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي فـي إجـلاء قـواتـه الـمـوجـودة بـهـا مـنـذ الـحـرب
الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة، بـهـدف إقـامـة حـكـومـة مـوالـيـة لـه، كـمـا بـدأ
الـخـلاف يـدب بـيـن الـحـلـفـاء والاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي فـي ربـيـع 1946
بـسـبـب تـصـرف الاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي بـحـريـة فـي الـقـسـم الـشـرقـي مـن
ألـمـانـيـا دون الـرجـوع إلـى الـلـجـنـة الـربـاعـيـة الـمـشـتـركـة، مـمـا أضـر
بـوضـعـيـة ألـمـانـيـا الاقـتـصـاديـة، وهـكـذا غـيـر كـل فـريـق نـظـرتـه
ومعـامـلـتـه حـيـال مـنـطـقـة احـتـلالـه لـكـسـب ود الألـمـان.
ب - الـدور الـثـانـي : أو
فـتـرة بـلـوغ (الـحـرب الـبـاردة) ذروتـهـا وتـمـتـد مـن " 1947 - 1949
" وتـمـيـزت بـالأحـداث الـتـالـيـة :
* مـا أن جـاء عـام 1947 حـتـى أصـبـح
تـقـسـيـم ألـمـانـيـا إلـى قـسـمـيـن حـقـيـقـة واقـعـيـة لا بـد مـنـهـا إلى
جـانـب بـروز حـادثـيـن كـانـا نـذيـريـن بـتـزايـد مـظـاهـر (الـحـرب الـبـاردة)
وهـمـا :
- " مـذهـب تـرومـان " ( أمـريـكـا
لـلأمـريـكـيـيـن. ومـشـروع مـارشـال الاقـتـصـادي 1947 ). وهـذا الأخـيـر الـذي
يـتـمـثـل فـي تـقـديـم الـمـسـاعـدة لأوربـا لـلـنـهـوض بـاقـتـصـادهـا
الـمـنـهـار، وقـدرت هـذه الـمـسـاعـدة بـ 12 مـلـيـار دولار، غـيـر أنـهـا كـانـت
مـشـروطـة بـالـتـبـعـيـة الـسـيـاسـيـة، فـرفـضـهـا الاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي
ودول شـرق أوربـا الـسـائـرة فـي فـلـكـه. وكـان رد فـعـل الاتـحـاد
الـسـوفـيـاتـي هـو تـأسـيـس "الـكـومـنـفـورم" فـي 6 أكـتـوبـر 1947،
والـهـدف مـنـه تـوجـيـه الـشـيـوعـيـة الـعـمـالـيـة وخـاصـة فـي دول غـرب
أوربـا، وجـنـوب شـرق آسـيـا.
ومـن جـهـة أخـرى كـان رد فـعـل الدول
الـرأسـمـالـيـة فـي مـارس 1948 إذ تـعـهـدت كـل مـن : ( بـريـطـانـيـا، فـرنـسـا،
بـلـجـيـكـا، هـولـنـدا، لـكـسـمـبـورغ ) بـمـعـاهـدة تـعـاون ثـقـافـيـة ومـثـلـت
هـذه الـمـعـاهـدة بـمـثـابـة تـمـهـيـد لـمـيـثـاق "حـلـف شـمـال
الأطـلـسـي" الـذي تـأسـس فـي : 4/04/1949، والـذي يـعـد الـخـطـوة الأولـى
الـتـي اتـخـذهـا الـحـلـفـاء لـتـنـظـيـم الـدفـاع الـمـشـتـرك ضـد
الـشــيـوعـيـة، و وقـعـت عـلـيـه فـي الأخـيـر كـل مـن : (الـولايـات الـمـتـحـدة
الأمـريـكـيـة، كـنـدا، بـريـطـانـيـا، فـرنـسـا، ايـسـلـنـدا، ايـطـالـيـا،
لـكـسـمـبـورغ، الـنـرويـج، الـدانـمـارك، الـبـرتـغـال وبـلـجـيـكـا ).
* مـن أهـم أحـداث هـذا الـدور
أيـضـا(أزمـة بـرلـيـن 1948) والـتـي ظـهـرت عـلـى إثـر انـعـقـاد، " مـؤتـمـر
لـنـدن 1948 "، الـمـتـعـلـق بـتـنـظـيـم مـنـاطـق ألـمـانـيـا الـثـلاثـة
الـغـربـيـة، كـمـا انـسـحـب الاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي مـن الـلـجـنـة
الـربـاعـيـة، وإعـلانـه الإشـراف الـعـسـكـري عـلـى الـقـسـم الـشـرقـي مـن
ألـمـانـيـا. كـرد فـعـل عـلـى "مـعـاهـدة بـروكـسـل " الآنـفـة
الـذكـرى، أعـلـن الاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي فـي 20 مـارس 1948 ( حـصـار بـرلـيـن )
وطـبـق فـي شـهـر جـوان 1948 إلـى مـاي 1949، غـيـر أن هـذه الأزمـة تـجـددت فـي
سـنـتـي 1958 و1960 حـيـث أقـيـم الـجـدار الفـاصـل بيـن بـرلـيـن الشـرقـيـة
والـغـربـيـة فـي صـيـف 1961.
* إلـى جـانـب هـذه الأحـداث يـمـكـن
اعـتـبـار خـريـف سـنـة 1949 لـصـالـح الـكـتـلـة الـشـرقـيـة. فـفـي 21
سـبـتـمـبـر1949. تـم تـفـجـيـر أول قـنـبـلـة ذريـة سـوفـيـاتـيـة فـي
سـيـبـيـريـا، وهـذا مـعـنـاه أن الـسـلاح الـذري لـم يـبـق وقـفـا أو حـكـرا
عـلـى الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة وحـدهـا.
* إلـى جـانـب انـتـصـار الـثـورة
الـشـيـوعـيـة فـي الـصـيـن فـي 1 أكـتـوبـر 1949، والـتـي ظـهـرت كـرد فـعـل
عـلـى الـمـصـالـح الـرأسـمـالـيـة فـي الـشـرق الأقـصـى. ويـمـكـن الـقـول بـأن
هـذا الـحـدث الـخـطـيـر كـان بـدايـة لـلـمـرحـلـة الـثـانـيـة مـن "الـحـرب
الـبـاردة".
2 - الـمـرحـلـة الـثـانـيـة :
بـدأت هـذه الـمـرحـلـة فـي بـدايـة 1950،
ويـمـكـن تـقـسـيـمـهـا إلـى ثـلاثـة أدوار هـي :
أ - الـدور الأول :
* أهـم أحـداثـه "الـحـرب
الـكـوريـة" ( 1950 – 1953 ) الـتـي
بـدأت بـالـخـلاف حـول جـمـع الآراء بـيـن الأحـزاب الـديـمـقـراطـيـة فـي
الـبـلاد، فـتـحـولـت إلـى مـيـدان سـاخـن لـتـجـارب أسـلـحـة الـمـعـسـكـريـن
الـفـتـاكـة، مـمـا أدى إلـى تـقـسـيـمـهـا إلـى قـسـمـيـن : "كـوريـا
الـشـمـالـيـة الـشـيـوعـيـة وعـاصـمـتـهـا "بـيـونـغ يـونـغ"، كـوريـا
الـجـنـوبـيـة الـرأسـمـالـيـة وعـاصـمـتـهـا "سـيـول".
* كـذلـك الـحـرب فـي الـهـنـد
الـصـيـنـيـة، عـنـدمـا بـدأت الـولايـات المـتـحـدة الأمـريـكـيـة تمـارس
سـيـاسـة (سـد الـفـراغ) إثـر انـسـحـاب فـرنـسـا سـنـة 1954 مـنـهـا، وهـذه
الـمـنـطـقـة تـحـولـت بـدورهـا إلـى مـنـطـقـة سـاخـنـة كـانـت مـكـانـا خـصـبـا
لإجـراء الـتـجـارب بـأحـدث الأسـلـحـة الـفـتـاكـة.
* أمـا فـي إطـار سـيـاسـة الأحـلاف
الـعـسـكـريـة فـقـد أنـشـأت الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة فـي 8 / 9 / 54
مـعـاهـدة (جـنـوب شـرق آسـيـا) فـي " مـانـيـلا " والـتـي ضـمـت كـل
مـن : بـريـطـانـيـا، فـرنـسـا، الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة، زيـلـنـدا
الـجـديـدة، الـبـاكـسـتـان وتـايـلانـدا، وتـأسـيـس (حـلـف جـنـوب شـرق آسـيـا )
"سـيـاتـو" لـحـصـار روسـيـا شـرقًـا.
ب - الـدور الـثـانـي :
الـذي انـتـقـلـت فـيـه الـحـرب إلـى
الـشـرق الأوسـط عـلـى إثـر ظـهـور مـا يـسـمـى " بـدولـة إسـرائـيـل "
الـتـي كـانـت غـايـتـهـا اغـتـصـاب الـمـزيـد مـن الأراضـي الـعـربـيـة مـشـجـعـة
مـن طـرف الـدول الـغـربـيـة وخـاصـة الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة، وذلـك
حـفـاظـا عـلـى مـصـالـح هـذه الـدول الإقـتـصـاديـة، كـمـا تـتـخـذ هـذه الـدول
مـنـهـا قـاعـدة اسـتـراتـيـجـيـة فـي مـنـطـقـة أخـذت تـمـيـل بـعـض دولـهـا إلـى
سـيـاسـة الـحـيـاد الإيـجـابـي فـي إطـار حـركـة عـدم الانـحـيـاز.
كـمـا انـطـلـق الـنـزاع رسـمـيـا عـنـد
تـأسـيـس "حـلـف بـغـداد" فـي فـبـرايـر 1955، وانـضـمـام بـريـطـانـيـا
إلـيـه، واشـتـراك الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة فـي أعـمـالـه فـي
الـوقـت كـانـت فـرنـسـا تـفـقـد عـلاقـاتـهـا مـع الـدول الـعـربـيـة لـقـمـعـهـا
ثـورة الـتـحـريـر فـي الـجـزائـر.
كـان رد فـعـل الاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي
هـو تـأسـيـس (حـلـف وارسـو) فـي 14 مـاي 1955. إلـى جـانـب إعـلانـه عـن
اتـفـاقـيـة مـع مـصـر تـم بـمـوجـبـهـا مـقـايـضـة الـسـلاح الـسـوفـيـاتـي
بـالـقـطـن الـمـصـري. فـكـان رد فـعـل بـعـض الـدول الـعـربـيـة مـن جـهـة أخـرى
هـو رفـض الـقـروض الـمـالـيـة الأمـريـكـيـة ( مـشـروع إيـزنـهـارو الاقـتـصـادي
). كـمـا رفـضـت مـصـر الأمـوال الـمـخـصـصـة لـبـنـاء الـسـد الـعالـي بـسـبـب
الـشـروط الـتـي فـرضـتـهـا الـدول الـغـربـيـة فـيـمـا يـخـص هـذا الـمـشـروع
الـهـام، وكـان رد الـفـعـل قـويـا حـيـث أقـدم الـرئـيـس الـراحـل " جـمـال
عـبـد الـنـاصـر " فـي 1956 عـلى تـأمـيـم قـنـاة الـسـويـس " الـذي
نـتـج عـنـه الـعـدوان الـثـلاثـي مـن طـرف : ( بـريـطـانـيـا، فـرنـسـا ،
إسـرائـيـل ) عـلـى مـصـر والـذي يـعـد جـزاءا لا يـتـجـزأ مـن الـحـرب الـبـاردة.
ومـنـذ هـذه الأزمـة دخـلـت الـبـلـدان الـعـربـيـة فـي نـطـاق الأزمـات
الـدولـيـة.
جـ – الـدور الـثـالـث :
وفـيـه امـتـد الـنـزاع إلـى بـقـاع
كـثـيـرة مـن الـعـالـم، مـثـل مـا هـو الـحـال فـي الـمـجـر سـنـة 1956، وتـجـدد
أزمـة "بـرلـيـن " 1958 - 1960. وانـتـقـل هـذا الـنـزاع إلـى أمـريـكـا
الـلاتـيـنـيـة إثـر إعـلان " فـيـدال كـاسـتـرو " عـن اشـتـراكـي
مـاركـسـي لـيـنـيـنـي، مـمـا جـعـل الـبـاب مـفـتـوحـا أمـام الاتـحـاد
الـسـوفـيـاتـي فـي الـعالـم الـجـديـد، وهـذا مـا دفـع الـرئـيـس الأمـريـكـي
" كـنـدي " فـي 22 أكـتـوبـر 1962 إلـى حـصـار " كـوبـا "
عـسـكـريـا واقـتـصـاديـا. بـعـد اكـتـشـاف مـراكـز سـوفـيـاتـيـة عـلـى
الـسـواحـل الـكـوبـيـة، الـشـيء الـذي أحـدث هـلـعـا وخـوفـا كـبيـريـن فـي
الـرأي الـعـام الـعـالـمـي والأمـريـكـي خـاصـة، وأصـبـح الـعـالـم مـهـددا
بـانـفـجـار حـرب نـوويـة لا يـعـرف أحـد مـداهـا لـو لا الـرجـوع إلـى اسـتـخـدام
الـعـقـل لإيـجـاد نـوع مـن الـتـفـاهـم الـمـشـتـرك لـمـنـع الـحـرب الـمـدمـرة.
وهـنـا تـقـرر إنـشـاء الـخـط الـسـاخـن أو مـا يـسـمـى بـ " الـخـط الأحـمـر
" بـيـن الاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي والـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة،
ورغـم تـظـاهـر كـل مـن الـمـعـسـكـريـن بـالـعـمـل عـلـى مـنـع الاصـطـدام بـيـن
الـشـرق والـغـرب، فـإن الأزمـات الـسـيـاسـيـة فـرضـت نـفـسـهـا عـلـى
الـعـلاقـات الـدولـيـة. مـثـل أزمـة " بـراغ " الـعـاصـمـة
الـتـشـيـكـوسـلـوفـاكـيـا سـنـة 1968، والاعـتـداءات الـصـهـيـونـيـة
الإسـرائـيـلـيـة عـلـى الـمـنـطـقـة الـعـربـيـة فـي الـسـنـوات : 1967 - 1973
-1982، كـذلـك أزمـة بـولـونـيـا فـي 1980 - 1981 وغـيـرهـا مـن الأزمـات التـي
حـدثـت هـنـا وهـنـاك فـي مـنـاطـق عـديـدة مـن الـعـالـم.
V - نـتـائـج الـحـرب الـبـاردة :
إن أهـم الـنـتـائـج الـمـسـتـخـلـصـة مـن
الـحـرب الـبـاردة يـمـكـن تـلـخـصـهـا فـيـمـا يـلـي :
أ - تـوصـل الاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي إلـى
امـتـلاك الـسـلاح الـنـووي فـي وقـت قـصـيـر، حـطـم الـتـفـوق الأمـريـكـي وجـعـل
مـوازيـن الـقـوى مـتـسـاويـة بـيـن الـعـمـلاقـيـن، مـمـا أدى إلـى حـتـمـيـة
الـتـعـاون عـلـى الـتـعـايـش الـسـلـمـي.
ب - فـشـل سـيـاسـة حـصـار الـشـيـوعـيـة
فـي أوربـا وآسـيـا، مـمـا أدى إلـى ظـهـور الـعـديـد مـن الـدول الـحـديـثـة
الـتـي أعـلـنـت الـنـظـام الاشـتـراكـي كـمـذهـب سـيـاسـي واقـتـصـادي.
جـ - ظـهـور جـبـهـة الـدول "
الأفـرو، آسـيـويـة " والـتـي أعـلـنـت مـبـدأ ( عـدم الانـحـيـاز)
والـتـعـايـش الـسـلـمـي عـلـى أسـاس إرسـاء قـواعـد لـسـلام دائـم تـسـوده
الـعـدالـة والـمـسـاواة.
د – الـقـمـة الـسـوفـيـاتـيـة – الأمـريـكـيـة الـتـي عـقـدت بـمـالـطـا يـوم 02 – 3 / 12 / 1989 وجـمـعـت بـيـن بـوش الـرئـيـس الأمـريـكـي
وغـوربـاتـشـوف الـرئـيـس الـسـوفـيـاتـي
والـتـي تـعـتـبـر بـدايـة لـعـهـد جـديـد وضـع حـدا لأكـثـر مـن 40 سـنـة مـن
الـحـرب الـبـاردة.
جـ – مـؤتـمـر بـاريـس 1990 ونـهـايـة الـحـرب الـبـاردة.
VI - أسـئـلـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي
:
س1 - مـاهـي أسـبـاب
الـحـرب الـبـاردة ؟ و فـيـم تـمـثـلـت وسـائـل الـصـراع ؟
س2 - أذكـر أهـم
أدوار الـحـرب الـبـاردة بـاخـتـصــار ؟ و مـاهـو أصـعـب دور فـي رأيـك ؟
VII - أجـوبـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي :
ج1 - تـمـثـلـت أسـبـاب الـحـرب الـبـاردة
فـيـمـا يـلـي :
أ - الاخـتـلاف الإيـديـولـوجـي بـيـن
الـمـعـسـكـريـن الـشـرقـي والـغـربـي ( فـكـريـا، سـيـاسـيـا واقـتـصـاديـا ).
ب - انـتـشـار الـمـد الـشـيـوعـي فـي
أوربـا الـشـرقـيـة وجـنـوب شـرق آسـيـا وبـعـض دول الـعـالـم الـثـالـث.
جـ - ظـهـور الأزمـات الـدولـيـة الـتـي
سـاعـدت بـشـكـل أو بآخـر عـلى تـجـديـد الحـرب البـاردة مـثـل : " أزمـة
بـرلـيـن ".
د - الـسـبـاق نـحـو الـتـسـلـح خـاصـة
مـنـه (الـنـووي).
- أمـا وسـائـل الـصـراع فـتـمـثـلـت فـيـمـا
يـلـي :
1 - بـروز فـكـرة جـديـدة تـمـثـلـت فـي الـمـسـاعـدات
الاقـتـصـاديـة مـثـل : مـشـروع " مـارشـال، إيـزنـهـارو " لأن
الـتـبـعـيـة الاقـتـصـاديـة تـعـنـي الـتـبـعـيـة الـسـيـاسـيـة.
2 - سـيـاسـة الأحـلاف الـعـسـكـريـة،
وذلـك فـي إطـار الـصـراع الـدولـي.
3 - الـجـوسـسـة، واسـتـعـمـال سـيـاسـة
الانـقـلابـات الـعـسـكـريـة عـبـر مـنـاطـق الـمـجـال الـحـيـوي بـالإضـافـة إلـى
الاغـتـيـالات مـثـل اغـتـيـال الرئـيـس الـشـيـلـي " ألـندي ".
4 - الـدعـايـة الإعـلامـيـة الـمـضـادة
مـن الـطـرفـيـن.
5 - إثـارة نـشـوب الـحـروب
الإقـلـيـمـيـة لـتـجـارب الأسـلـحـة مـثـل : الـشـرق الأوسـط.
6 - الإرتـبـاطـات الـتـكـنـولـوجـيـة
الـمـصـدرة إلـى دول الـعـالـم الـثـالـث.
ج2 - انـقـسـمـت
الـحـرب الـبـاردة إلـى مـرحـلـتـيـن، وكـل مـرحـلـة تـحـتـوي عـلـى أدوارا وهـي :
أ - الـمـرحـلـة الأولـى 1945 - 1949 :
تـحـتـوي عـلـى مـا يـلـي :
1 - الـدور الأول مـن 1945 - 1947 : وتـسـمـى
بـالـفـتـرة الانـتـقـالـيـة، وبـروز كـل مـن : الـولايـات الـمـتـحـدة
الأمـريـكـيـة والاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي كـدولـتـيـن عـظـيـمـتـيـن.
2 - الـدور الـثـانـي مـن 1947 - 1949 :
بـلـغـت فـيـه الـحـرب الـبـاردة ذروتـهـا، ظـهـر جـلـيـا انـقـسـام الـعـالـم
إلـى مـعـسـكـريـن مـتـعـاديـيـن، خـاصـة بـعـد صـدور "مـشـروع مـارشـال
1947" وأزمـة بـرلـيـن.
ب - الـمـرحـلـة الـثـانـيـة :
مـنـذ 1950 إلـى يـومـنـا هـذا، واحـتـوت عـلـى ثـلاثـة أدوار وهـي :
1 - الـدور الأول : عـنـدمـا
بـدأ الـنـزاع فـي بـدايـة 1950 فـي الـشـرق الأقـصـى " آسـيـا الـشـرقـيـة
".
2 - الـدور الـثـانـي : عـنـدمـا
تـحـول الـنـزاع إلـى الـشـرق الأوسـط فـي نـهـايـة سـنـة 1950.
3 - الـدور الـثـالـث :
انـتـقـال الـصـراع إلـى بـقـع كـثـيـرة مـن الـعـالـم.
عـزيـزي الـدارس :
ضـمـن دراسـتـك لـهـذه الأدوار كـلـهـا
يـتـبـيـن لـك أصـعـب أدوار الـحـرب الـبـاردة، والـذي طـال الـصـراع فـيـه
بـسـبـب حـمـايـة الـمـصـالـح الاقـتـصـاديـة و وضـع حـد لـلـمـد الـشـيـوعـي
كـمـا تـزعـم الـولايـات الـمـتـحدة الأمـريـكـيـة وحـلـيـفـاتـهـا.
الـتـعـايـش الـسـلـمـي
الـهـدف مـن الـدرس : -
الـتـأكـد أن سـيـاسـة الـتـعـايـش الـسـلـمـي هـي مـبـادرة نـبـيـلـة.
الـمـدة الـلازمـة لـدراسـتـه : 02
سـاعـة.
تـصـمـيـم الـدرس
-
تـمـهـيـد.
I – مـفـهـوم الـتـعـايـش الـسـلـمـي.
II – دوافـعـه.
III – مـظـاهـره.
IV – نـتـائـجـه و مـصـيـره.
V - أسـئـلـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي.
VI – أجـوبـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي.
-
تـمـهـيــد :
الـمـقـصـود بـ ( الـتـعـايـش الـسـلـمـي
) هـو مـيـل كـل مـن الـمـعـسـكـريـن الـمـتـصـارعـيـن والـمـخـتـلـفـيـن عـقـائـديـا
إلـى سـيـاسـة الـتـعـقـل والـتـفـاهـم، رغـم الـخـلافــات الـمـوجـودة فـي شـتـى
مـظـاهـر الـحـيـاة الـسـيـاسـيـة والإجـتـمـاعـيـة، حـيـث نـلاحـظ تـطـور
الـعـلاقـات الـثـنـائـيـة بـيـن الـمـعـسـكـريـن الـرأسـمـالـيـة بـزعـامـة
الـولايـات الـمـتـحـدة الإمـريـكـيـة، الإشـتـراكـي بـزعـامـة الاتـحـاد
الـسـوفـيـاتـي، تـطـورا مـلـحـوظ فـي بـدايـة الـسـتـيـنـات، بـعـد أن أخـذت
سـيـاسـة الإنـفـراج الـدول تـمـيـل إلـى تـحـقـيـق حـدة الـتـوتـر بـيـن
الـمـعـسـكـريـن الـمـتـصـارعـيـن.
I - مـفـهـومـه :
عـزيـز
الـدارس : مـفـهـوم الـتـعـايـش الـسـلـمـي لـدى الـمـعـسـكـريـن الـشـرقـي
بـزعــامـة الاتـحـاد الـسـوفـيـاتـي، والـغـربـي بـزعـامـة الـولايـات
الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة مـعـنـاه "لا حـرب و لا سـلـم" ولـكـن
يـقـرران الـوضـع عـلـى الـسـلـم بـتـجـنـب الـحـرب بـإمـكـانـيـات أخـرى،
لأنـهـمـا يـعـرفـان أن الـسـلاح الـمـتـطـور بـإمـكـانـه فـتـح مـشـكـل الـصـراع
الـدولـي، وتـجـنـبـا ذلـك بـفـتـح بـاب الـعـلاقـات الـدولـيـة الإقـتـصـاديـة
وبـيـع الأسـلـحـة بـالإضـافـة إلـى الـمـسـاعـدات الإقـتـصـاديـة.
II - دوافـعـه :
1 - نـمـو الـقـوة الـتـدمـيـريـة لـكـل
مـن الـقـوتـيـن الـعـظـمـيـيـن، لأن الـتـسـابـق عـلـى الـتـسـلـح قـد ولـد لـدى
كـل مـن الـخـصـمـيـن أسـلـحـة تـدمـيـريـة تـفـوق قـدرتـهـا وفـعـالـيـتـهـا
الـقـنـبـلـة الـذريـة الـتـي أطـلـقـت
عـلـى مـديـنـتـي " هـيـروشـيـمـا، " نـاغـازكـي " بـحـيـث أن كـلا
مـنـهـمـا امـتـلـك الـقـنـبـلـة الـهـيـدروجـيـنـيـة والأسـلـحـة الـنـوويـة.
وهـذا مـعـنـاه أن الأسـلـحـة قد تـطـورت تـطـورا مـلـحـوظا لـديـهـمـا، ولـنـأخـذ
مـثـالاً عـلى ذلـك :
* ( طـائـرة الـبـاكـفـيـر الـسـوفـيـاتـيـة
) وهـي الـطـائـرة الـتـي إعـتـبـرهـا وزيـر الـدفـاع الأمـريـكـي
"شـلـنـجـر" أنـهـا طـائـرة اسـتـراتـيـجـيـة فـي قـوتـهـا
الـتـدمـيـريـة، وكـان رد الـولايـات الـمـتـحـدة صـنـاعـة "صـاروخ
بـيـرد" الـعـابـر لـلـقـارات والـذي يـسـتـطـيـع الـوصـول إلـى قـلـب
الإتـحـاد الـسـوفـيـاتـي. كـمـا تـطـورت صـنـاعـة الـصـواريـخ ذات الـرؤوس
الـنـوويـة الـمـتـقـدمـة لـكـلا الـخـصـمـيـن. إن تـطـور الأسـلـحـة الـنـوويـة
قـد خـلـق لـكـل مـن الـمـعـسـكـريـن الـرعـب والـخـوف بـحـيـث أن الـذي يـضـرب
الـضـربـة الأولـى سـوف تـوجـه لـه ضـربـة مـضـادة أشـد وأقـوى تـدمـيـر مـن
ضـربـتـه.
* وهـذا بـدوره ولـد حـفـظ الـتـوازن
الـدولـي، ويـعـتـبـر دافـعـا مـن دوافـع "الـتـعـايـش الـسـلـمـي" لأن
الـمـغـامـرة سـيـكـون ثـمـنـهـا الـفـنـاء، لـذلـك نـلاحـظ أن كـلا مـن
الـقـوتـيـن سـتـلـجـأ إلـى الأمـم الـمـتـحـدة لـنـزع الـسـلاح الـنـووي
وتـقـلـيـل عـدد الـجـيـش مـنـد سـنـة 1967، حـيـث تـم تـوقـيـع (مـعـاهـدة نـزع
الـسـلاح الـفـضـائـي) ومـن مـؤتـمـرات جـنـيـف الـمـتـتـالـيـة مـنذ 1967.
2 – الـخـسـائـر الـمـاديـة والـبـشـريـة الـتـي لـحـقـت
الـمـعـسـكـريـن مـن جـراء الـصـراع : إن الـحـرب الـبـاردة والـتـخـوف مـن
الـمـعـسـكـر الآخـر جـعـلـت الـمـعـسـكـريـن يـسـعـيـان إلـى إيـجـاد أنـظـمـة
مـوالـيـة فـي كـل أنـحـاء الـعـالـم وهـذا الـسـعـي أدى إلـى تـصـادم غـيـر
مـبـاشـر كـمـا حـدث فـي كـوريـا وفـي الـنـهـايـة لـم يـكـن هـنـاك لا مـنـتـصـر
ولا مـنـهـزم إنـمـا خـسـائـر لـلـطـرفـيـن. إن هـذا الـتـصـادم أقـنـع
الـطـرفـيـن اسـتـحـالـة انـتـصـار طـرف عـلـى آخـر، وكـان الاتـحـاد
الـسـوفـيـاتـي أول مـن شـعـر بـضـرورة انـتـهـاج سـيـاسـة الـتـعـايـش الـسـلـمـي
لـيـس خـوفـا مـن الـتـدمـيـر الـشـامـل فـحـسـب إنـمـا مـن أجـل الـتـفـرغ
لـلـسـيـاسـة الـتـنـمـويـة الاقـتـصـاديـة خـاصـة وأن مـسـتـوى مـعـيـشـة
الـسـكـان فـي الـكـتـلـة الـشـرقـيـة أقـل مـن مـسـتـوى مـعـيـشـة الـسـكـان فـي
الـكـتـلـة الـغـربـيـة.
3 – تـنـاقـص حـدة الـتـطـرف الـمـاركـسـي بـعـد وفـاة سـتـالـيـن
1953، وبـعـد نـجـاح خـروتـشـوف فـي إبـعـاد الـعـنـاصـر الـسـتـالـيـنـيـة مـن
هـرم الـسـلـطـة الـسـوفـيـاتـيـة سـنـة 1956.
III - مـظـاهـر الـتـعـايـش الـسـلـمـي :
عـزيـزي الـدارس : تـجـلـت
مـظـاهـر الـتـعـايـش الـسـلـمـي فـيـمـا يـلــي :
1 - انـقـسـام الـمـعـسـكـر الـواحـد
عـلـى نـفـسـه، وظـهـور قـوى جـديـدة داخـل الـمـعـسـكـريـن أو أحـلافـهـم، ولـنـأخـذ أمـثـلـة عـلـى ذلـك
:
أ – خـروج فـرنـسـا سـنـة 1966 مـن الـحـلـف الأطـلـسـي وذلـك
لـرفـضـهـا لـوجـود قـواعـد عـسـكـريـة أمـريـكـيـة بـبـلادهـا، لأنـهـا رأت فـي
ذلـك تـبـعـيـة لـلـولايـات الـمـتـحـدة وفـقـدانـا لـسـمـعـتـهـا بـعـد أن
انـتـهـت مـن مـشـاكـلـهـا الإسـتـعـمـاريـة. كـمـا بـدأت فـي تـحـريـض دول غـرب
أوربـا مـن أن تـحـذو حـذوهـا، ورغـم ذلـك لـم تـمـتـنـع مـن مـسـانـدتـهـا
الـدبـلـومـاسـيـة لـلـحـلـف الأطـلـسـي وحـتـى مـسـاهـمـتـهـا الـعـسـكـريـة
وذلـك حـفـاظـا عـلـى نـظـامـهـا الـرأسـمـالـي.
ب - خـروج الـصـيـن مـن الـخـط
الـسـوفـيـاتـي، وإتـبـاع الـنـهـج الـمـاركـسـي اللـيـنـيـنـي، الـذي يـضـع
الـصـيـن فـي مـكـانـهـا الـطـبـيـعـي مـن حـيـث ثـقـلـهـا الـبـشـري والـتـطـور
الـذي وصـلـت إلـيـه، ومـصـالـحـهـا الـخـاصـة، حـيـث تـطـور الـخـلاف الـصـيـنـي
الـسـوفـيـاتـي مـنـذ 1959 مـرورا بـعـام 1961 حـتـى عـام الـهـجـوم الـدعـائـي
سـنـة 1967.
كـمـا اعـتـبـر الإتـحـاد الـسـوفـيـاتـي
الـصـيـن بـأنـهـا انـحـرفـت عـن الـمـبـادئ الـمـاركـسـيـة وهـنـا حـاولـت
الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة الـتـقـرب مـن الـصـيـن قـصـد زيـادة
الـتـنـاقـضـات بـيـنـهـا وبـيـن الإتـحـاد الـسـوفـيـاتـي، وكـسـب أسـواق
جـديـدة، وهـي نـفـس الـنـظـرة الـتـي نـظـرهـا الـصـيـنـيـون إلـى الـولايـات
الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة.
جـ – مـوقـف رومـانـيـا سـنـة 1963فـي اتـخـاذ سـيـاسـة خـاصـة بـهـا
فـي مـيـدان الـعـلاقـات الاقـتـصـاديـة.
د - مـوقـف ألـمـانـيـا الـغـربـيـة
وتـقـاربـهـا مـن الإتـحـاد الـسـوفـيـاتـي فـي مـيـدان الـعـلاقـات
الإقـتـصـاديـة.
هـ - بـعـد تـطـور أوربـا الـغـربـيـة
" أعـضـاء الـمـجـمـوعـة الإقـتـصـاديـة الأوربـيـة " و أهـمـهـا
(بـريـطـانـيـا، ألـمـانـيـا الـغـربـيـة، فـرنـسـا) فـقـد شـهـدت هـذه الـدول
داخـل الـمـجـمـوعـة مـنـذ سـنـة 1957 تـطـورات هـائـلـة فـي مـيـدان
الـتـصـنـيـع، وأصـبـحـت لـهـا مـشـاكـل مـن الـتـضـخـم مـرتـبـطـة خـاصـة
بـالأسـواق الـعـالـمـيـة الـخـارجـيـة قـصـد الـتـسـويـق وشـراء الـمـواد
الأولـيـة والـقـوى الـمـحـركـة خـاصـة " الـبـتـرول ".
وهـنـا اصـطـدمـت بـعـد مـوجـة الـتـحـرر لـلـدول
الـنـامـيـة بـالـمـنـافـسـة الـحـادة لـلـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة
واحـتـكـاراتـهـا الـعـمـلاقـة، مـمـا حـتـم عـلـى أعـضـاء هـذه الـمـنـظـمـة أن
تـتـخـذ مـواقـف خـاصـة فـي قـضــايـا عـديـدة تـتـنـافـى مـع مـصـلـحـة
الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة، واضـعـة فـي عـيـن الاعـتـبـار
مـصـالـحـهـا الإقـتـصـاديـة والأسـواق الـتـي حـصـلـت عـلـيـهـا، بـالإضـافـة
إلـى الـبـطـالـة الـتـي تـواجـهـهـا شـعـوبـهـا وأيـضـا أزمـة نـقـدهـا. وهـنـا بـدأت
تـنـظـر إلـى الـعـالـم مـن مـنـظـار جـديـد يـخـتـلـف عـن مـنـظـار الـولايـات
الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة و الإتـحـاد الـسـوفـيـاتـي.
و – كـمـا بـرز الـيـابـان كـقـوة اقـتـصـاديـة ومـنـافـس خـطـيـر
لـلـقـوة الاقـتـصـاديـة الـعـالـمـيـة خـاصـة الـولايـات الـمـتـحـدة
الأمـريـكـيـة والإتـحـاد الـسـوفـيـاتـي، واسـتـطـاع الـيـابـان اكـتـسـاح
مـعـظـم أسـواق الـعـالـم. كـمـا أن لـلـيـابـان عـلاقـات اقـتـصـاديـة جـيـدة مـع
دول الـعـالـم الـثـالـث رغـم تـسـلـيـحـهـا. والـيـابـان بـلـد بـعـيـد عـن نـشـر
عـقـيـدتـه الـرأسـمـالـيـة، و لا فـرق عـنـده بـيـن أسـود وأبـيـض، وأحـمـر
وأصـفـر مـادام أن الـذي يـشـتـري ( يـدفـع ثـم يـأخـذ) وعـلـى هـذا الأسـاس فـإن
الـيـابـان سـوف يـسـيـطـر عـلـى أسـواق الـعـالـم بـاقـتـصـاده ولـيـس
بـالـمـدفـع أو الـعـقـيـدة. رغـم أنـه عـقـد مـعـاهـدة صـلـح مـع الـدول
الـغـربـيـة دون حـضـور الإتـحـاد الـسـوفـيـاتـي فـي 11/ 9 / 1951، تـنـازل
بـمـقـتـضـاهـا عـن جـمـيـع مـسـتـعـمـراتـه مـع بـقـاء الإشـراف الأمـريـكـي
عـلـيـه وإقـامـة قـواعـد عـسـكـريـة أمـريـكـيـة عـلـى أرضـه.
وعـلـى نـفـس الـنـهـج نـلاحـظ ألـمـانـيـا الـغـربـيـة
وبـريـطـانـيـا ونـظـرة كـل مـنـهـا لـمـصـالـحـهـا وهـذه الـقـوى هـي الـزاعـمـة
مـظـهـريـا لـفـكـرة " الـتـعـايـش الـسـلـمـي".
ز - دور حـركـة عـدم الانـحـيـاز : لـقـد
تـنـبـهـت حـركـة عـدم الانـحـيـاز إلـى خـطـورة الانـسـيـاق وراء مـخـالـفـة
مـعـسـكـر ضـد الآخـر، أو الانـسـيـاق وراء الأحـلاف الـعـسـكـريـة والـتـكـتـلات،
ومـا يـجـره عـلـيـهـا مـن آثـار وخـيـمـة تـهـدد اسـتـقـلالـهـا وتـبـقـيـهـا فـي
عـالـم الـتـبـعـيـة، مـمـا دفـع أعـضـاء هـذه الـكـتـلـة إلـى اتـخـاذ سـيـاسـة
سـلـمـيـة تـنـادى بـتـصـفـيـة الاسـتـعـمـار وتـصـفـيـة الـقـواعـد الـعـسـكـريـة
الأجـنـبـيـة وتـنـادي بـخـلـق نـظـام اقـتـصـادي دولـي جـديـد، وتـتـعـاون لـحـل
قـضـايـا الـصـراع الـعـالـمـي بـيـن الـقـوتـيـن الـعـظـمـيـيـن حـفـاظـا عـلـى
الـبـشـريـة مـن الـدمـار والـفـنـاء.
ك – أيـضـا مـن مـظـاهـر الـتـعـايـش الـسـلـمـي "الـخـط
الأحـمـر" سـنـة 1962، حـيـث اتـفـق الـمـعـسـكـران عـلـى إجـراء مـحـادثـات
هـاتـفـيـة كـلـمـا زادت حـدة الـتـوتـر الـدولـي، وذلـك مـن خـلال " الـخـط
الأحـمـر " بـيـن مـوسـكـو - و واشـنـطـن " بـعـد الأزمـة الـكـوبـيـة
الـتـي هـددت الـسـلـم الـعـالـمـي سـنـة 1962.
ل - الـمـؤتـمـرات والـلـقـاءات بـيـن
الـقـوتـيـن، الـتـي بـدأت بـمـؤتـمـر ( جـنـيـف سـنـة 1955 ) لـتـخـفـيـف حـدة
الـتـوتـر وتـقـلـصـهـا وخـلـق سـلـم دولـي خـاصـة بـعـد أن ألغـى الاتـحـاد
السـوفـيـاتـي مكـتـب الـكـومـنـفـورم سـنـة 1956.
م - الـلـقـاءات والـزيـارات الـرسـمـيـة
الـمـتـبـادلـة بـيـن زعـمـاء الـكـتـلـتـيـن أو وزراء خـارجـيـتـهـا مـثـل زيـارة
"خـروتـشـوف" إلـى لـنـدن 1956، واسـتـقـبـال "مـوسـكـو"
رئـيـس وزراء فـرنـسـا "غـي مـولـي" ثـم زيـارة "نـكـسـون"
نـائـب الـرئـيـس الأمـريـكـي 1959 " لـمـوسـكـو " لـمـعـالـجـة
الأوضـاع الـدولـيـة وتـقـريـب وجـهـات الـنـظـر بـيـنـهـمـا.
و رد " خـروتـشـوف " الـزيـارة " لـواشـنطـن
1959 "، حـيـث تـم لـقـاء بـيـن " خـروتـشـف، و إيـزنـهـاور ".
وتـواصـلـت الـلـقـاءات فـي " جـنـيـف " 1961
لـدراسـة مـشـكـلـة "بـرلـيـن " كـمـا وجـه الـرئـيـس الأمـريـكـي
" كـنـدي " دعـوة لـحـكـومـة "مـوسـكـو" لـدراسـة مـشـكـلـة
نـزع الـسـلاح الـنـووي سـنـة 1963، حـيـث تـم الاتـفـاق عـلـى إيـقـاف وتـحـريـم
إجـراء الـتـجـارب الـنـوويـة فـوق سـطـح الأرض.
ثـم أصـبـحـت الـلـقـاءات عـاديـة بـيـن
الـمـعـسـكـريـن مـثـلا : مـحـادثـات سـالـت الأولـى 1971 وسـالـت الـثـانـيـة
1972 ، حـول تـجـمـيـد الأسـلـحـة الـنوويـة والـتـقـلـيـل مـن صـنـاعـتـهـا.
ن - الـتـعـاون والـتـسـابـق فـي مـيـدان
غـزو الـفـضـاء، حـيـث نـلاحـظ تـسـابـق كـل مـن الـولايـات الـمـتـحـدة
الأمـريـكـيـة والإتـحـاد الـسـوفـيـاتـي فـي مـيـدان غـزو الـفـضـاء لـتـحـقـيـق
قـوة فـي الـمـيـدان الـعـلـمـي وهـذا مـا شـجـع الـطـرفـيـن فـي مـيـدان تـوسـيـع
الـبـحـث الـعـلـمـي وتـقـلـيـل حـدة الـتـوتـر .
ف - بـروز الـمـعـارضـة الـشـعـبـيـة لـدى
الـمـعـسـكـر الـرأسـمـالـي، حـيـث خـرج الـمـتـظـاهـرون فـي كـل مـن : فـرنـسـا،
بـريـطـانـيـا، ألـمـانـيـا الـغـربـيـة، إيـطـالـيـا، الـولايـات الـمـتـحـدة
الأمـريـكـيـة لـمـعـارضـة سـيـاسـة الـتـسـلـح.
كـمـا شـن الإتـحـاد الـسـوفـيـاتـي
والـمـجـمـوعـة الاشـتـراكـيـة حـمـلـة دعـائـيـة ضـد صـنـاعـة الأسـلـحـة
الـنـوويـة.
IV – نـتـائـجـه و مـصـيـره :
عـزيـزي
الـدارس : بـعـد تـتـبـعـك لـمـفـهـوم (الـتـعـايـش الـسـلـمـي) ودوافـعـه
ومـظـاهـره يـمـكـنـك اسـتـخـلاص عـدة نـتـائـج، ولا بـأس أن نـقـدم لـك بـعـضـهـا
:
1 - أن ( الـتـعـايـش الـسـلـمـي ) مـاهـو
إلا وسـيـلـة ديـبـلـومـاسـيـة اسـتـراتـيـجـيـة للـتـوازن بيـن الولايـات
المـتحـدة الأمريـكـيـة والإتـحـاد الـسـوفـيـاتـي واقـتنـاعـهمـا بمـا حـقـقـاه
فـيـمـا يـخـص تـقـسـيـم العـالـم إلـى مـعـسـكـريـن.
2 – يـمـكـن الـقـول بـأن كـلا مـن " أوربـا الـغـربـيـة،
الـصـيـن والـيـابـان " أمـكـنـهـا الـلـحـاق بـهـذا الـتـطـور
الـتـكـنـولـوجـي ( الـمـوجـه للـحـيـاة الإقـتـصـاديـة ) بـدلا مـن تـوجـيـهـه
إلى المـيـدان الحـربـي الذي يهـدد البـشـريـة بالـفـنـاء.
3 - الـتـحـول مـن أسـلـوب الـمـجـابـهـة
إلـى أسـلـوب الاحـتـواء، أي تـمـسـك بـعـامـل الـزمـن والـذي اعـتـبـره كـل
مـعـسـكـر أنـه يـعـمـل لـصـالـحـه مـثـلا : وجـدت الـولايـات الـمـتـحـدة
الأمـريـكـيـة نـفـسـهـا أنـهـا تـتـخـلـى عـن قـيـام الأحـلاف الـعـسـكـريـة
ونـشـر قـواعـدهـا الـعـسـكـريـة بـالـقـوة كـمـا كـان الـحـال بـعـد الـحـرب
الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة، لأن ذلـك الـعـمـل سـوف يـهـدد اسـتـراتـيـجـيـتـهـا
الـقـائـمـة عـلـى سـيـطـرة الإحـتـكـارات، وبـذلـك تـصـبـح مـصـالـحـهـا
الإقـتـصـاديـة مـعـرضـة لـلـخـطـر، كـمـا تـحـاول بـقـدر الإمـكـان خـلـق
الـتـنـاقـضـات الـعـديـدة داخـل الـمـعـسـكـر الإشـتـراكـي والـدول الـنـامـيـة
الـثـوريـة فـي انـتـظـار بـروز الـقـوة الـمـضـادة لـلـثـورة والـوصـول إلـى
الـحـكـم مـثـل : "الـسـادات" فـي مـصـر "قـابـوس" فـي عـمـان
وكـذا فـي بـنـغـلاداش، الـصـومـال، الـبـاكـسـتـان، بـولـونـيـا، إيـران،
أفـعـانـسـتـان، الـشـلـي . . . وغـيـرهـا.
أمـا الإتـحـاد الـسـوفـيـاتـي فـقـد اعـتـمـد عـلـى مـبـدأ
"عـالـمـيـة الـثـورة" الـمـعـاديـة لـلـرأسـمـالـيـة مـن خـلال
الـتـنـاقـضـات الـمـوجـودة بـيـن الـرأسـمـالـيـة الـوطـنـيـة والأجـنـبـيـة
الـمـسـتـغـلـة لـعـرق الـعـمـال، كـمـا يـظـنـون أن الاشـتـراكـيـيـن سـوف
يـصـلـون إلـى الـسـلـطـة دون دعـم أو أحـلاف وفـعـلا وصـل الاشـتـراكـيـون إلـى
الـحـكـم فـي كـل من : فـرنـسـا، إيـطـالـيـا، الـبـرتـغـال، إسـبـانـيـا،
الـمـوزمـبـيـق، أنـغـولا، أثـيـوبـيـا، الـفـيـتـنـام . . . وغـيـرهـا.
4 - ظـهـور سـيـاسـة الوفـاق الدولـي
والحـد من الأسـلـحـة.
5 – مـراجـعـة حـضـر تـخـزيـن الأسـلـحـة الـنـوويـة والـتـدمـيـريـة
فـي قـاع البـحـار الـتـي نـصـت عـلـيـهـا قـرارات مـؤتـمـر فـيـنـا الـثـالـث
الـمـنـعـقـد فـي19 / 09 / 1989، الـتـوقـيـع عـلـى اتـفـاق تـدمـيـر الـصـواريـخ
ذات الـمـدى الـمـتـوسـط عـام 1987 بـيـن غـوربـاتـشـوف و ريـغـان.
6 – مـصـادفـة الـجـمـعـيـة الـعـامـة لـلأمـم الـمـتـحـدة فـي 15/12/
1989 عـلـى الـعـديـد مـن الـلـوائـح لـلـحـد مـن الأسـلـحـة الـنـوويـة
الـتـقـلـيـديـة.
7 – انـعـقـاد مـؤتـمـر الأمـن والـتـعـاون فـي أوربـا بـتـاريـخ
18/11/1990 والـذي انـتـهـى بـإعـداد وثـيـقـة مـيـثـاق بـاريـس لأوربـا
الـجـديـدة وهـي تـؤكـد عـلـى ضـرورة احـتـرام حـقـوق الإنـسـان والـحـريـات
الأسـاسـيـة وتـدعـيـم الـديـمـقـراطـيـة عـن طـريـق انـتـخـابـات حـرة
والـتـشـجـيـع عـلـى الانـتـقـال إلـى اقـتـصـاد الـسـوق.
V - أسـئـلـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي :
س1 - مـتـى ظـهـرت
سـيـاسـة الـتـعـايـش الـسـلـمي ؟ ومـا الـدافـع لـذلـك ؟
س2 - مـاهـي
الـمـظـاهـر الـتـي تـجـلـت فـيـهـا سـيـاسـة الـتـعـايـش الـسـلـمـي ؟
س3 - كـيـف تـفـسـر
سـيـاسـة الـتـلـويـح بـاسـتـعـمـال الـقـوة ضـد الـدول الـصـغـرى مـن طـرف الـدول
الـرأسـمـالـيـة ؟ خـاصـة الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة ؟
VI - أجـوبـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي :
ج1 - عـزيـزي
الـدارس :
إن
الأزمـات الـسـيـاسـيـة الـتـي جـاءت عـقـب الـحـرب العـالمـيـة الثـانـيـة نـذكـر
مـنـهـا : أزمـة "بـرلـيـن 1948 - 1949" وأخـيـرا أزمـة "كـوبـا
1962" وهـذه الأزمـات كـلـهـا دفـعـت الـمـعـسـكـريـن بـعـد اقـتـنـاعـهـمـا
بـمـا حـقـقـاه فـي الـمـجـال الـحـيـوي إلـى سـيـاسـة الإنـفـراج الـدولـي الـذي
مـهـدت لـه عـدة لـقـاءات ومـؤتـمـرات بـيـن قـادة الـمـعـسـكـريـن وذلـك مـنـذ
مـؤتـمـر جـنـيـف سـنـة 1955 . وخـاصـة أثـنـاء الـسـتـيـنـات مـن أجـل الـتـعـاون
واتـبـاع سـيـاسـة ( الـتـعـايـش الـسـلـمـي ).
ج2 - يـمـكـن
تـلـخـيـص الـمـظـاهـر الـتـي تـجـلـت فـيـهـا سـيـاسـة الـتـعـايـش الـسـلـمـي
فـيـمـا يـلـي :
- اقـتـنـاع كـل مـن الـولايـات
الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة والإتـحـاد الـسـوفـيـاتـي فـيـمـا يـخـص تـقـسـيـم
الـعـالـم إلـى مـعـسـكـريـن بـعـد الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة.
- الـمـؤتـمـرات والـلـقـاءات
الـمـتـكـررة سـواء بـيـن قـادة الـمـعـسـكـريـن أو وزراء خـارجـيـتـهـمـا مـنـذ
مـؤتـمـر جـنـيـف 1955.
- بـروز حـركـة عـدم الإنـحـيـاز سـنـة
1961 ومـنـاداتـهـا بـسـيـاسـة الـتـعـايـش الـسـلـمـي.
- ظـهـور الـمـعـارضـة الـشـعـبـيـة ضـد
الـتـسـلـح الـنـووي خـاصـة لـدى الـمـعـسـكـر الـرأسـمـالـي.
ج3 - عـزيـزي
الـدارس : كـمـا تـتـبـعـت مـراحـل الـدرس أظـن أنـك خـرجـت بـاسـتـنـتـاج عـلـى
الـنـحـو الـتـالـي :
- أن الـتـعـايـش الـسـلـمـي مـعـنـاه (لا
حـرب ولا سـلـم) والـتـفـاهـم بـيـن الـمـعـسـكـريـن هـو تـقـسـيـم ( الـمـجـال
الـحـيـوي ) لـكـن الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة تـتـدخـل عـنـدمـا تـكـون
مـصـالـحـهـا الإقـتـصـاديـة خـاصـة مــهـددة، كـمـا هـو الـحـال مـثـلا : فـي
الـشـرق الأوسـط، وتـدعـيـمـهـا الـمـادي والـمـعـنـوي لـدولـة إسـرائـيـل. وكـذا
الـحـال بـالـنـسـبـة لـجـنـوب إفـريـقـيـا، والـتـدخـل الـعـسـكـري الـمـبـاشـر
" لـقـرونـادا".
كـمـا تـدخـلـت بـريـطـانـيـا ضـد الأرجـنـتـيـن فـيـمـا
يـخـص " جـزر الـمـالـويـن " و " فـوكـلـنـد " وكـذا الأحـداث
الـجـاريـة فـي أمـريـكـا الـلاتـيـنـيـة، ومـنـاطـق أخـرى مـن الـعـالـم.
وهـذا مـا دفـع بـالـمـجـمـوعـة الـدولـيـة إلـى
الاسـتـنـكـار الـجـمـاعـي لـمـا تـمـارسـه الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة
والـدول الـرأسـمـالـيـة الأخـرى. ومـنـاداة الـشـعـوب الـمـحـبـة لـلـسـلام إلـى
سـيـاسـة ( الـتـعـايـش الـسـلـمـي ).
حـركـة
عـدم الانـحـيـاز
الـهـدف مـن الـدرس : -
الـتـعـرف عـلـى طـبـيـعـة الـحـركـة واكـتـشـاف أهـمـيـة الـتـضـامـن ، تـحـقـيـق
الـعـدل والـتـوازن الـدولـيـيـن.
الـمـدة الـلازمـة لـدراسـتـه : 2
سـاعـة.
تـصـمـيـم الـدرس
-
تـمـهـيـد.
I – ظـروف و أسـبـاب نـشـأة الـحـركـة.
II – مـبـادئ و أهـداف الـحـركـة.
III – تطور اهـتمـاماتـهـا بـعـد مـؤتـمـرالجـزائـر1973.
IV - أسـئـلـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي.
–V أجـوبـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي.
- تـمـهـيــد :
لـقـد انـتـشـرت مـوجـة الـتـحـرر فـي دول
الـعـالـم الـثـالـث بـعـد الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة مـبـاشـرة، حـيـث
اسـتـقـلـت بـعـض الـشـعـوب مـثـل سـوريـا، لـبـنـان، الـهـنـد، الـبـاكـسـتـان
والـحـبـشـة ... إلـخ. لـكـن أغـلـبـيـة الـشـعـوب بـقـيـت تـتـطـلـع إلـى
الـتـحـرر مـن أجـل أخـذ الإسـتـقـلال الـسـيـاسـي. كـمـا اسـتـفـادت هـذه
الـشـعـوب مـن وجـود مـنـظـمـة الأمـم الـمـتـحـدة، كـذلـك خـروج الـدول
الإسـتـعـمـاريـة ضـعـيـفـة مـن جـراء مـا خـلـفـتـه الـحـرب الـعـالـمـيـة
الـثـانـيـة فـي الـمـيـاديـن الإقـتـصـاديـة،
الإجـتـمـاعـيـة والـسـيـاسـيـة، وكـذا وجـود الـصـراع الإيـديـولـوجـي
بـيـن الـمـعـسـكـريـن فـي إطـار ( الـحـرب الـبـاردة ). هـذه الـظـروف الـدولـيـة
أتـاحـت الـفـرصـة لـلـدول الـمـسـتـقـلـة آنـذاك لـلـتـضـامـن فـيـمـا بـيـنـهـا
لـمـسـاعـدة حـركـات الـتـحـريـر الـوطـنـيـة، ومـحـاربـة الإسـتـعـمـار
والـتـكـتـل بـجـمـيـع أشـكـالـه، مـبـرزة ذلـك فـي ( فـكـرة الـتـضـامـن
الآسـيـوي الإفـريـقـي ) فـي مـؤتـمـر "بـانـدونـغ" أفـريـل 1955
بـجـزيـرة "جـاوا " بـأنـدونـوسـيـا، ووضـع الـمـبـادئ الأولـى
لـمـيـلاد ( حـركـة عـدم الانـحـيـاز ) كـكـتـلـة لـهـا وزنـهـا الـسـيـاسـي
والإقـتـصـادي فـي الـعـالـم.
I - ظـروف و أسـبـاب نـشـأة
الـحـركـة :
أخـي الـدارس :
أعـقـبـت الـفـتـرة الـتـي تـلـت الـحـرب
الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة، بـروز الـصـراع الـعـالـمـي بـشـكـل جـديـد، حـيـن
تـخـلـت الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة عـن سـيـاسـة الـعـزلـة
وتـبـنـيـهـا لـسـيـاسـة الـحـفـاظ علـى الـنـظـام الـرأسـمـالـي بـواسـطـة
الـمـشـاريـع الاقـتـصـاديـة "كـمـشـروع مـارشـال 1947" والـهـيـمـنـة
الـعـسـكـريـة وسـيـاسـة الأحـلاف (الـحـلـف الأطـلـسـي 1949) وكـذا سـيـاسـة (سـد
الـفـراغ) كـان رد فـعـل الإتـحـاد الـسـوفـيـاتـي عـلـى دعـم الأنـظـمـة
الإشـتـراكـيـة ومـقـاومـة الـتـغـلـغـل الأمـريـكـي فـي قـارة أوربـا. و رد
الإتـحـاد الـسـوفـيـاتـي عـلـى الـمـشـاريـع الإقـتـصـاديـة والأحـلاف
الـعـسـكـريـة بـمـثـلـهـا، فـي تـلـك الـقـارة الـتـي اخـتـلـت مـوازيـن الـقـوى
بـهـا، نـتـيـجـة لـظـروف الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة.
فـي ظـل هـذه الـظـروف نـالـت كـثـيـر مـن
دول الـعـالـم الـثـالـث اسـتـقـلالـهـا الـسـيـاسـي، فـي وقـت كـان فـيـه
الـصـراع عـلـى أشـده بـيـن الـمـعـسـكـريـن فـي إطـار (الـحـرب الـبـاردة). كـمـا
وجـدت أمـامـهـا مـشـاكـل لا حـدود لـهـا فـي شـتـى الـمـيـاديـن، كـان أخـطـر
هـذه الـمـشـاكـل مـشـكـل الـتـبـعـيـة الإقـتـصـاديـة، وتـحـول هـذه الـمـنـاطـق
إلـى مـنـاطـق نـفـوذ واسـتـثـمـار الأمـوال عـن طـريـق الـشـركـات
الإحـتـكـاريـة، فـي مـحـاولـة اسـتـغـلال مـوارد بـلـدان الـعـالـم الـثـالـث
الإقـتـصـاديـة، وابـعـادهـا عـن مـشـاكـلـهـا الـتـي تـحـتـاج إلـى الإسـتـقـرار
بـعـيـدة عـن الـتـكـتـل والـهـيـمـنـة الإقـتـصـاديـة والحـلاف الـعـسـكـريـة.
فـي ظـل هـذه الـظـروف بـرزت فـكـرة
الـتـضـامـن الأفـرو آسـيـوي فـي مـؤتـمـر "بـانـدونـغ" أفـريـل 1955 ،
بـأنـدونـسـيـا. حـضـر الـمـؤتـمـر ألـفـان ( 2000 ) مـن الـمـنـدوبـيـن
والـمـدعـويـن يـمـثـلـون ( 23 ) ثـلاثـا وعـشـريـن دولـة آسـيـويـة وسـت ( 6 )
دول إفـريـقـيـة.
كـمـا حـضـر هـذا الـمـؤتـمـر عـدد لا
بـأس بـه مـن الـزعـمـاء الـذيـن سـاهـمـوا بـنـصـيـب بـارز فـي مـنـاقـشـات
الـمـؤتـمـر وقـراراتـه الـسـيـاسـيـة نـذكـر مـن بـيـنـهـم : جـمـال عـبـد
الـنـاصـر "مـصـر"نـهـرو" الـهـنـد "شـوان لاى" الـصـيـن
الـشـعـبـيـة " تـيـتـو " يـوغـسـلافـيـا " سـوكـارنـو "
أنـدنـوسـيـا " ألـقـى (أحـمـد سـوكـارنـو) رئـيـس جـمـهـوريـة أنـدونـوسـيـا
خـطـبـة الافـتـتـاح فـقـال : "الـحـقـد الـمـشـتـرك عـلـى الإسـتـعـمـار
شـكـل الـمـوضـوع الـرئـيـسـي لـلـمـؤتـمـر بـالـرغـم مـن أن
الـمـؤتـمـريـن لـم يـكـن لـهـم تـصـور واحـد عـن الإسـتـعـمـار فـي ذلـك الـوقـت
".
الـمـوضـوع الأسـاسـي الـثـالـث الـذي نـاقـشـه
المـؤتـمـر هـو :
( عـدم الإنـحـيـاز ) الـذي شـغـل فـكـر
الـمـؤتـمـر بـيـن مـنـحـازيـن إلـى الـغـرب ومـنـحـازيـن إلـى الـشـرق. وغـيـر
مـنـحـازيـن إلـى أن أعـلـن ( نـهـرو ) حـيـث قـال : "أي حـضـارة لـم تـعـتـرف
لأمـة إفـريـقـيـة أو آسـيـويـة تـنـحـاز إلـى هـذا الـجـانـب أو ذلـك ".
قـال مـمـثـل الـوفـد الـسـوري :
" نـحـن نـشـكـل الـقـارتـيـن الأكـبـر، لـنـا أكـبـر احـتـيـاطـي مـن الـيـد
الـعـامـلـة، أكـبـر احـتـيـاطـي مـن الـمـواد الـخـام، أكـبـر احـتـيـاطـي مـن
الـطـاقـة، نـمـلـك كـل الـقـواعـد لـكـل الـمـنـاطـق الإسـتـراتـيـجـيــة، وإذا
كـنـا جـمـيـعـا نـمـلـك الإرادة الـقـويـة والـجـمـاعـيـة، لـن تـحـدث أي حـرب
اسـتـراتـيـجـيـة بـدون مـشـاركـتـنـا".
عـرض الـرئـيـس الـمـصـري : (جـمـال
عـبـد الـنـاصـر) قـرارا نـدد فـيـه بـطـرد الـلاجـئـيـن الـعـرب مـن فـلـسـطـيـن،
وطـالـب بـعـودتـهـم إلـى وطـنـهـم وأيـده ( شـوان لاي ) فـي مـطـالـبـه وقـراره
هـذا.
اسـتـشـهـدنـا بـهـذه الأقـوال، وذلـك
نـظـرا لأهـمـيـتـهـا ومـغـزاهـا الـبـعـيـد. ولـمـا أسـفـرت عـنـه قـرارات ونـتـائـج
الـمـؤتـمـر الـتـي تـلـخـصـهـا لـك فـيـمـا يـلـي :
- الـتـأكـيـد عـلـى الـتـضـامـن وضـرورة
الاتـحـاد بـيـن آسـيـا وإفـريـقـيـة.
- اسـتـنـكـر الـمـؤتـمـر بـالإجـمـاع
الاسـتـعـمـار والـعـنـصـريـة.
- أكـد عـلـى الـمـسـاواة بـيـن
الـعـنـاصـر الإنـسـانـيـة والـعـروق الـبـشـريـة.
- عـبـر عـن الـمـبـادئ الأسـاسـيـة
الـتـي تـقـتـضـي كـل سـيـاسـة اسـتـقـلالـيـة فـي الـمـجـال الاقـتـصـادي لـوضـع
حـد لـلـسـيـطـرة والـتـفـوق الـمـزعـوم.
- كـمـا نـص عـلـى الـتـعـاون
الاقـتـصـادي بـيـن الـدول الآسـيـويـة والإفـريـقـيـة فـي كـل مـا يـتـصـل
بـالـمـسـاعـدة الـتـقـنـيـة والـمـالـيـة والـتـشـجـيـع عـلـى إنـشـاء صـنـاعـات
وطـنـيـة لـتـحـويـل الـخـامـات والـمـواد الأولـيـة.
- رفـض الـتـحـالـف مـع أحـد
الـمـعـسـكـريـن.
- الـتـأكـيـد عـلـى انـتـهـاج سـيـاسـة
مـسـتـقـلـة.
ومـهـمـا يـكـن فـإن ( مـؤتـمـر بـانـدونـغ ) كـان تـجـربـة
جـديـدة عـلـمـت بـلـدان الـعـالـم الـثـالـث كـيـفـيـة الـتـكـتـل لـمـواجـهـة
مـشـاكـلـهـا بـمـعـزل عـن تـأثـيـر الـقـوى الـكـبـرى فـي الـعـالـم.
II - مـبـادئـهـا و أهـدافـهـا :
أخـي الـدارس : لـقـد وضـعـت الأسـس
الأولـى لـمـبـادئ الـحـركـة فـي ( مـؤتـمـر بـانـدونـغ ) أفـريـل 1955 وتـجـسـدت
فـي (مـؤتـمـر بـلـغـراد) مـن 1 إلـى 6 سـبـتـمـبـر1961. وهـذه الـمـبـادئ هـي :
- احـتـرام حقـوق الإنـسـان في إطـار
ميـثاق الأمـم المـتـحـدة.
- احـتـرام سـيـادة الأمـم وسـلامـة
أراضـيـهـا.
- الـمـسـاواة بـيـن جـمـيـع الأجـنـاس
والأمـم.
- عـدم الـتـدخـل فـي الـشـؤون
الـداخـلـيـة لأي بـلـد.
- احـتـرام حـق كـل أمـة فـي الـدفـاع
فـرديـا أو جـمـاعـيـا.
- مـنـع اسـتـخـدام الأحـلاف
الـعـسـكـريـة.
- عـدم اسـتـخـدام الـعـنـف ضـد
الـسـلامـة الإقـلـيـمـيـة أو الاسـتـقـلال الـسـيـاسـي لأي بـلـد.
- تـسـويـة الـخـلافـات الـدولـيـة
بـالـطـرق الـدبـلـومـاسـيـة (الـمـفـاوضـات) أوالـتـسـويـة الـقـضـائـيـة.
- تـنـمـيـة الـمـصـالـح الـمـتـبـادلـة
والـتـعـاون.
- احـتـرام الـعـدالـة والالـتـزامـات
الـدولـيـة.
ويـلاحـظ مـن خـلال مـبـادئـهـا مـدى الـتـجـاوب مـع إرادة
دول الـعـالـم الـثـالـث الـتـي تـرغـب فـي عـدم الـمـيـل إلـى كـتـلـة عـلـى
حـسـاب الأخـرى، فـهـي تـرغـب فـي عـالـم تـسـوده الأخـوة والـسـلام والـمـنـافـع
الـمـشـتـركـة بـعـيـدة عـن الـتـبـعـيـة والـصـراع الـدولـي. وأمـا الـنـقـاط
الـثـلاثـة الـتـي درسـت فـي (مـؤتـمـر بـلـغـراد) فـمـا هـي إلا دلـيـل عـلـى
إيـمـان هـذه الحـركـة بـوحـدة الـمـصـيـر الـمـشـتـرك وهـذه الـنـقـاط هـي :
- الـمـطـالـبـة بـاسـتـقـلال لـكـل
الـشـعـوب الـمـسـتـعـمـرة.
- الـكـفـاح ضـد الإمـبـريـالـيـة.
- رفـض الـتـعـاون مـع أحـد
الـمـعـسـكـريـن.
كـمـا تـبـيـن لـنـا هـذه الـمـبـادئ الأهـداف الـتـي
تـصـبـو إلـيـهـا ( حـركـة عـدم الانـحـيـاز ) والـمـتـمـثـلـة فـي رفـض الـصـراع
الـعـالـمـي والاسـتـعـمـار الـجـديـد بـجـمـيـع أشـكـالـه.
III – تـطـور اهـتـماماتـهـا بعد مؤتـمـر الجـزائـر1973 :
مـن تـاريـخ تـأسـيـس الـحـركـة فـي
بـلـغـراد عـام 1961
(أنـظـر شـكـل 1 ) إلـى مـؤتـمـر الـجـزائـر 1973 اخـتـمـرت فـكـرة الـتـعـاون
وتـبـلـورت أهـداف ومـبـادئ الـحـركـة إلا
أن الانـشـغـالات الـسـيـاسـيـة مـن : الـتـنـديـد بـالـحـرب الـبـاردة
ومـا رفـقـهـا مـن احـلاف وقـواعـد عـسـكـريـة.
*
الـتـسـابـق نـحـو الـتـسـلـح.
*
الـتـمـيـيـز الـعـنـصـري.
ظـلـت هـي الـسـائـدة وإبـتـداءا مـن مـؤتـمـر الـجـزائـر
عـام 1973،
أضـافـت إلـى اهـتـمـامـاتـهـا الـسـيـاسـيـة جـوانـب
اقـتـصـاديـة عـديـدة.
هـذه الاهـتـمـامـات الـتـي تـمـثـلـت فـي :
* المـطـالـبـة بـإقـامـة نـظـام اقـتـصـادي دولـي
جـديـد.
* الـدعـوة إلـى تـغـيـيـر الـعـلاقـات
الـدولـيـة الـقـائـمـة عـلـى مـبـدأ الـمـسـاواة بـيـن الـدول والـشـعـوب.
* الاهـتـمـام بـالـتـنـمـيـة
الاقـتـصـاديـة وتـوثـيـق الـعـلاقـات بـيـن الـبـلـدان الـنـامـيـة.
* إعـادة الـنـظـر فـي أسـعـار الـمـواد الأولـيـة.
* الاهـتـمـام بـالـتـعـاون ونـقـل
الـتـكـنـولـوجـيـا.
* تـجـسـيـد مـبـدأ الـتـعـاون جـنـوب – جـنـوب.
وبـعـد الـمـؤتـمـر عـقـدت دورة طـارئـة لـلـجـمـعـيـة
الـعـامـة لـلأمـم الـمـتـحـدة، طـرح فـيـهـا مـشـروع " مـن أجـل نـظـام
اقـتـصـادي دولـي جـديـد " مـن طـرف الـرئـيـس الـراحـل "هـواري
بـومـديـن" والـحـوار بـيـن الـشـمـال والـجـنـوب فـي مـؤتـمـر كـانـكـون بـالـمـكـسـيـك عـام
1982 مـع إثـارة قـضـيـة الـمـديـونـيـة والـحـلـول الـكـفـيـلـة
لـلـتـخـفـيـف مـن حـدتـهـا مـع تـجـسـيـد مـبـدأ الـتـعـاون جـنـوب - جـنـوب.
- شكل 1 -
البلدان
التي عقد فيها المؤتمر
|
التاريخ
|
عدد
الدول المشاركة
|
الاهتمامات
|
باندونغ –
أندونيسيا
|
04/1955
|
29
|
ظهور فكرة الحركة، مواجهة أوضاع الصراع، الدفاع عن السلام
والأمن العالميين.
|
بلغراد- يوغوسلافيا
|
09/1961
|
25
|
تأسيس الحركة والإعلان عن أهداف ومبادئ الحركة.
|
القاهرة - مصر
|
10/1964
|
46
|
التنديد بالتدخل الأمريكي في الفيتنام، دعم حركات التحرر
في آسيا وإفريقيا، محاربة التمييز العنصري، تصفية القواعد العسكرية في آسيا
وإفريقيا.
|
لوزاكا –
زامبيا
|
09/1970
|
52
|
التنديد بسياسة إسرائيل التوسعية، إقامة دراسة معمقة
لمشاكل التنمية.
|
الجزائر –
الجزائر
|
09/1973
|
75
|
الإعلان عن النظام الاقتصادي الدولي الجديد، وضع أسس نظام
اقتصادي قائم على العدل والمساواة.
|
كولومبو –
سيري لانكا
|
08/1976
|
85
|
تدعيم قرارات الجزائر الخاصة بإقامة نظام دولي جديد،
إنشاء وكالة أنباء خاصة بالحركة، إنشاء مصرف مالي للعالم الثالث، مساعدة الدول
النامية على تعمير ما خربته الحروب الاستعمارية، ومحاصرة النظم العنصرية.
|
البلدان
التي عقد فيها المؤتمر
|
التاريخ
|
عدد
الدول المشاركة
|
الاهتمامات
|
هافانا –
كوبا
|
09/1979
|
95
|
التأكيد على حق الشعوب في تقرير مصيرها، تشجيع الحوار
شمال-جنوب، المطالبة بتحقيق الاستقلال الاقتصادي.
|
نيودلهي –
الهند
|
03/1983
|
101
|
ضرورة إعادة الهيكلة للنظام الاقتصادي العالمي في إطار
مفاوضات شاملة، دعم قضية ناميبيا، تمكين الشعب الفلسطيني من حقه في إقامة دولة.
|
هراري –
زمبابوي
|
03/1986
|
100
|
رفض سياسة التمييز العنصري، التأكيد على الإسراع في إيجاد
حل عادل للقضية الصحراوية.
|
بلغراد
|
08/1989
|
102
|
إثارة قضية المديونية والحلول الكفيلة للتخفيف من حدتها،
إقرار ضرورة التعاون جنوب-جنوب، إنشاء دولة فلسطين.
|
جاكارتا
|
09/1992
|
107
|
مشكلة المديونية الدور الإيجابي للحركة بعد زوال المعسكر
الشرقي ونهاية الحرب الباردة، الهجوم العراقي على الكويت.
|
قرطاجنة-كولومبيا
|
10/1995
|
107
|
مناقشة قضية المديونية.
|
IV – أسـئــلــة
الـتـصـحــيـح الـذاتـي :
س1 - رفـع شـعـار
الـتـضـامـن ( الآسـيـوي - الإفـريـقـي ) فـي مـؤتـمـر بـانـدونـغ. مـاهـي
مـقـومـات هـذا الـتـضـامـن ؟
س2 - قـال "
أحـمـد سـوكـارنـو " رئـيـس أنـدونـوسـيـا فـي مـؤتـمـر بـانـدونـغ مـايـلـي
: الـحـقـد الـمـشـتـرك عـلـى الإسـتـعـمـار شـكـل الـمـوضـوع الـرئـيـسـي
لـلـمـؤتـمـر بـالـرغـم مـن أن الـمـؤتـمـريـن لـم يـكـن لـهـم تـصـور واحـد عـن
الإسـتـعـمـار بـمـفـهـومـه الـواسـع. كـيـف تـفـسـر ذلـك ؟
س3 - بـعـد
انـشـغـال الـحـركـة بـالـتـحـريـر الـسـيـاسـي فـي الـعـديـد مـن الـمـؤتـمـرات،
ركـزت الآن كـل اهـتـمـامـاتـهـا عـلـى الـجـانـب الاقـتـصـادي، فـي أي مـؤتـمـر
طـرحـت فـكـرة (الـنـظـام الاقـتـصـادي الـدولـي الـجـديـد) ؟ ومـاهـي ردود
الـفـعـل مـن طـرف الـدول الـمـتـقـدمـة ؟
س4 - مـن خـطـاب الـرئـيـس هـواري بـومـديـن
فـي الـمـؤتـمـر الـرابـع لـحـركـة عـدم الإنـحـيـاز 1973.
" إنّ هـذه الـحـركـة ارتـبـطـت فـي وقـت مـن الأوقـات
بـقـضـيـة حـيـويـة هـي الـتـحـرّر والـيـوم نـرى أن كـثـيـرًا مـن الـبـلـدان
الـتـي كـانـت مـسـتـعـمـرة قـد تـحـرّرت واسـتـقـلـت...
ولـكـن الـتـحـرّر الـسـيـاسـي وحـدة غـيـر كـاف ونـحـن
نـعـيـش الآن مـشـكـلاً خـطـرًا وهـو عـدم الـتـوازن فـي الـمـعـامـلات الـدولـيـة
وخـاصـة فـي الـمـيـدان الإقـتـصـادي، فـهـنـاك اسـتـغـلال شـنـيـع مـن طـرف
الـدول الـمـتـقـدمـة والـقـويـة والـمـصـنّـعـة لـلـدول الـنـامـيـة
والـمـتـخـلـفـة... وهـذه الـظـاهـرة خـطـيـرة لا تـقـل خـطـورة عـن ظـاهـرة
الإسـتـعـمـارالـمـبـاشـر، ولابـد مـن وضـع حـدّ لـظـاهـرة الإسـتـغـلال، هـل هـذا
مـمـكـن ؟ أجـل أعـتـقـد ذلـك، أعـتـقـد أنّ الـحـلّ يـكـمـن فـي الـتـضـامـن
عـلـى مـسـتـوى مـنـاطـق مـعـيـنـة، وربّـمـا عـلـى مـسـتوى الـقـارات ".
أدرس الـنّـص مـبـيّـنًـا مـا يـلـي :
1 -
الـفـكـرة الـعـامـة والأفـكـار الـجـزئـيـة.
2 - اهـتـمـامـات
حـركـة عـدم الإنـحـيـاز قـبـل مـؤتـمـر الـجـزائـر وبـعـده.
3 - دور
الـجـزائـر فـي مـسـار الـحـركـة.
V - أجـوبـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي :
ج1 - إن أول
تـجـمـع عـلـى مـسـتـوى عـال لـبـلـدان الـعـالـم الـثـالـث، كـان فـي مـؤتـمـر
بـانـدونـغ فـي ( أفـريـل 1955 )، وأوضـح بـيـان الـمـؤتـمـر أنـه سـيـكـون ذا
طـابـع "آسـيـوي إفـريـقـي" أولا و الـهـدف مـن هـذا الـتـجـمـع الـهـام
هـو (الـتـضـامـن الآسـيـوي الإفـريـقـي ) الـذي تـجـسـد فـي الـمـقـومـات
الـتـالـيـة :
- خـضـعـت بـلـدان الـقـارتـيـن(
الآسـيـويـة والإفـريـقـيـة ) كـلـهـا لـلاسـتـعـمـار الأوربـي قـرونـا وقـرونـا
بـأسـالـيـب اسـتـعـمـاريـة مـخـتـلـفـة.
- عـانـت شـعـوب الـقـارتـيـن الآسـيـويـة
و الإفـريـقـيـة مـن الاسـتـغـلال
الـفـاحـش لـثـرواتـهـا ومـوادهـا الأولـيـة، وكـذا اسـتـغـلال الأيـدي
الـعـامـلـة الـرخـيـصـة، وطـمـس الـمـقـومـات الـديـنـيـة والـثـقـافـيـة.
- سـاهـمـت شـعـوب الـقـارتـيـن (
الآسـيـويـة والإفـريـقـيـة ) مـاديـا وبـشـريـا فـي الـحـربـيـن
الـعـالـمـيـتـيـن خـاصـة الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة مـن أجـل الـحـصـول
عـلـى الاسـتـقـلال الـسـيـاسـي عـلـى الأقـل.
- بـلـدان الـقـارتـيـن ( الأفـريـقـيـة
والآسـيـويـة ) بـلـدان مـتـخـلـفـة اقـتـصـاديـا، اجـتـمـاعـيـا وثـقـافـيـا
وذلـك بـسـبـب طـبـيـعـة الإسـتـعـمـار الـجـديـد بـجـمـيـع صـورة وأشـكـالـه.
- الـمـوقـع الإسـتـراتـيـجـي الـهـام
لـلـقـارتـيـن (الإفـريـقـيـة والآسـيـويـة ) مـنـذ أقـدم الـعـصـور. هـذه
الـعـوامـل وغـيـرهـا عـزيـزي الـدارس : وهـي الـتـي دفـعـت بـقـادة هـذه
الـشـعـوب إلـى هـذا الـتـطـلـع الـذي يـخـدم مـصـلحـة الـقـارتـيـن آنـذاك فـي
إطـار (الـتـضـامـن الآسـيـوي).
ج 2 - الـحـقـد
الـمـشـتـرك عـلـى الإسـتـعـمـار شـكـل الـمـوضـوع الـرئـيـسـي لـلـمـؤتـمـر.
يـبـدوا أن سـبـب ذلـك هـو أن الـشـعـوب ( الإفـريـقـيـة – الآسـيـويـة ) كـانـت مـشـغـولـة
آنـذاك بـالـتـحـرر الـسـيـاسـي مـن ويـلات الاسـتـعـمـار الـتـي عـانـت
شـعـوبـهـا مـنـه قـرونـا وقـرونـا رغـم أن هـذه الـشـعـوب هـي الـتـي سـاهـمـت
بـالـقـسـط الـكـبـيـر فـي ارجـاح كـفـة الانـتـصـار لـدول الـحـلـفـاء عـلـى دول
الـمـحـور. لـكـن طـبـيـعـة الإسـتـعـمـار بـقـيـت كـمـا هـي بـعـد الـحـرب
الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة، رغـم الـوعـود الـكـاذبـة الـتـي أعـطـيـت لـشـعـوب
الـقـارتـيـن أثـنـاء الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة. هـذه الـعـوامـل
وغـيـرهـا هـي الـتـي ولـدت الـحـقـد الـمـشـتـرك فـعـلا عـلـى الاسـتـعـمـار
الأوربـي فـي مـؤتـمـر بـانـدونـغ.
ج3 - لـو قـمـنـا
بـعـمـلـيـة حـسـابـيـة لـمـا قـامـت بـه (حـركـة عـدم الانـحـيـاز) فـي ظـل 22
سـنـة لـوجـدنـا أنـه فـي الـفـتـرة الـمـمـتـدة مـن تـأسـيـس الـحـركـة ( 1961
إلـى 1973 ) أي خـلال ( 12 سـنـة، ركـزت جـل نـضـالات (حـركـة عـدم الانـحـيـاز)
عـلـى الـمـسـائـل الـسـيـاسـيـة الـتـي تـشـمـل مـسـانـدة وتـدعـيـم حـركـات
الـتـحـريـر، والـدول الـحـديـثـة الاسـتـقـلال.
قـامـت (حـركـة عـدم الانـحـيـاز) بـمـحـاربـة الأحـلاف
والـتـكـتـلات بـجـمـيـع أشـكـلـهـا خـاصـة الـعـسـكـريـة، والـمـعـاديـة
لـطـمـوحـات شـعـوب الـعـالـم الـثـالـث. كـمـا نـاضـلـت الـحـركـة مـن أجـل
إقـرار نـظـام سـلام وأمـن يـسـودان الـعـالـم، ولازالـت تـنـاضـل وسـتـبـقـى
وفـيـة لـمـبـادئـهـا.
أدركـت دول (حـركـة عـدم الانـحـيـاز) فـي الـمـؤتـمـر
الـرابـع الـذي انـعـقـد بـالـجـزائـر : سـبـتـمـبر 1973، أن اسـتـقـلال دول
الـحـركـة لـم يـكـتـمـل أي أنـه يـبـقـى نـاقـصـا فـي ظـل الـتـبـعـيـة
الاقـتـصـاديـة لـلـدول الـرأسـمـالـيـة الـمـتـقـدمـة صـنـاعـيـا. لـذلـك
ابـتـداء مـن شـهـر سـبـتـمـبـر وإلـى غـايـة الـسـاعـة، أي خـلال 10 سـنـوات
تـوجـهـت (حـركـة عـدم الانـحـيـاز) إلـى تـركـيـز نـضـالـهـا عـلـى الـمـسـائـل
الاقـتـصـاديـة. واسـتـطـاعـت الـجـزائـر آنـذاك أن تـطـالـب بـدورة
اسـتـثـنـائـيـة لـمـنـظـمـة الأمـم الـمـتـحـدة سـنـة 1974، وأن تـطـرح فـكـرة (
نـظـام اقـتـصـادي دولـي جـديـد ) أو بـمـا يـسـمـى بـ ( الـحـوار بـيـن الـشـمـال
والـجـنـوب ). مـنـذ ذلـك الـوقـت أصـبـحـت فـكـرة (الـنـظـام الاقـتـصـادي
الـدولـي الـجـديـد) الـشـغـل الـشـاغـل لـبـلـدان عـدم الانـحـيـاز حـيـث عـقـدت
عـدة مـرات مؤتـمـرات فـي هـذا الـشـأن نـذكـر مـنـهـا :
- مـؤتـمـر الـتـكـنـولـوجـيـا فـي
فـيـنـا : سـنـة 1979، والـتـعـاون بـيـن الـبـلـدان الـمـتـقـدمـة والـنـامـيـة.
- مـؤتـمـر الـطـاقـة : الـذي عـقـد فـي
رومـانـيـا سـنـة 1979، نـاقـش قـضـايـا أسـاسـيـة لـهـا عـلاقـة مـبـاشـرة
بـالـدول الـمـنـتـجـة لـلـنـفـط.
- مـؤتـمـر كـانـكـون : 1982
بـالـمـكـسـيـك فـي إطـار الـحـوار بـيـن الـشـمـال والـجـنـوب.
إن هـذه الـمـؤتـمـرات تـوصـلـت فـي
الـغـالـب إلـى تـحـالـيـل جـيـدة وإلـى اقـتـراح حـلـول
مـقـبـولـة
لـصـالـح شـعـوب الـعـالـم الـثـالـث، لـكـن الـنـتـائـج الـعـلـمـيـة قـلـيـلـة.
إذ أن الـدول الـتـي أقـامـت الـعـلاقـات الـدولـيـة فـي الـعـهـد الاسـتـعـمـاري،
وفـي صـالـحـهـا تـرفـض الـيـوم أن تـتـخـلـى عـن امـتـيـازاتـهـا الـفـاحـشـة.
لـقـد أثـبـتـت الأيـام والـتـجـربـة الـعـلـمـيـة أن الـحـل الـوحـيـد أمـام دول
الـعـالـم الـثـالـث هـو أن تـتـكـتـل لـتـفـرض الاعـتـراف بـحـقـوق شـعـوبـهـا.
ومـا تـجـربـة الـدول الـمـصـدرة لـلـبـتـر ول "الأوبـيـك" إلا دلـيـلا
سـاطـعـا عـلـى ذلـك. كـذلـك بـروز فـكـرة الـتـعـاون بـيـن الـدول الـنـامـيـة
"جـنـوب - جـنـوب" الـذي لـعـبـت فـيـه الـجـزائـر دورا بـارزا بـدأت
ثـمـاره تـظـهـر عـلـى الـنـتـائـج الـعـمـلـيـة.
ج4 -
مـقـدمـة :
هـذه
الـوثـيـقـة عـبـارة عـن مـقـتـطـفـات مـن الـخـطـاب الـذي ألـقـاه الـرئـيـس
هـواري بـومـديـن فـي الـمـؤتـمـر الـرابـع لـحـركـة عـدم الانـحـيـاز
الـمـنـعـقـد بـالـجـزائـر فـي 9 سـبـتـمـبـر 1973 فـي ظـل أوضـاع دولـيـة
اتّـسـمـت بـالاسـتـقـلال لـمـعـظـم بـلـدان الـعـالـم الـثـالـث، والـتـي لا
تـزال خـاضـعـة لـلـهـيـمـنـة الاقـتـصـاديـة الـعـالـمـيـة الـمـتـعـددة
الأشـكـال، ومـن أجـل مـعـالـجـة هـذه الـوضـعـيـة انـعـقـد هـذا الـمـؤتـمـر
بـالـجـزائـر.
1 -
تـحـديـد الأفـكـار فـي الـنـص :
1 - الـفـكـرة
الـعـامـة :
الـتـحـرّر الإقـتـصـادي دعـامـة
أسـاسـيـة لـتـحـقـيـق الإسـتـقـلال الـتّـام.
2 - الأفـكـار
الـجـزئـيـة :
-
الـفـكـرة الأولـى : مـن " إنّ هـذه... إلـى واسـتـقـلــت "
ومـضـمـونـهـا الـتـحـرّر الـسـيـاسـي كـان هـدفـا أسـاسـيًـا لـلـحـركـة قـبـل
مـؤتـمـر الـجـزائـر 1973.
-
الـفـكـرة الـثـانـيـة : مـن " ولـكـن الـتـحـرّر الـسـيـاسـي ... إلـى
الإسـتـعـمـار الـمـبـاشـر ومـضـمـونـهـا : اسـتـمـرار عـلاقـة الإسـتـغـلال لـلـبـلـدان
الـمـتـخـلـفـة فـي إطـار نـظـام إقـتـصـادي عـالـمـي غـيـر مـتـكـافـئ.
- الـفـكـرة الـثـالـثـة : "ولابـد ... إلـى مـسـتـوى
الـقـارات" ومـضـمـونـهـا ضـرورة تـغـيـيـر الـعـلاقـات الإقـتـصـاديـة
الـجـائـرة عـن طـريـق الـتـضـامـن بـيـن الـبـلـدان الـمـتـخـلـفـة.
2 - تطـور
اهـتـمـامـات الحـركـة قـبل مـؤتـمـر الـجزائـر وبعـده :
ركـزت حـركـة عـدم الإنـحـيـاز مـنـذ
تـأسـيـسـهـا في مـؤتـمـر بـلـغـراد 1961 ومـرورا بـمـؤتـمـرات الـقـاهـرة 1964،
ولـوزاكـا 1970 عـلـى الـقـضـايـا الـسـيـاسـيـة الـدولـيـة مـثـل الـتـخـفـيـف
مـن شـدّة الـتـوتـر بـيـن الـمـعـسـكـريـن والـسّـعـي إلـى إنـهـاء الـوجـود
الإسـتـعـمـاري عـن طـريـق دعـم حـركـات الـتـحـرّر، مـمـا أدىّ إلـى حـصـول
مـعـظـم الـشـعـوب عـلـى اسـتـقـلالـهـا وانـظـمـامـهـا إلـى حـركـة عـدم
الإنـحـيـاز كـمـا هـو مـبـيّـن فـي الـجـدول شـكـل 1.
السنوات
|
1961
|
1964
|
1970
|
1973
|
1976
|
1979
|
1983
|
1986
|
1989
|
1992
|
1995
|
عدد الدول المشـاركة
|
25
|
46
|
52
|
95
|
85
|
95
|
101
|
100
|
102
|
107
|
107
|
مكان انعقاد المؤتمر
|
بلغراد
يوغسلافيا
|
القاهرة
مصر
|
لوزاكا
زمذبيا
|
الجزائر
الجزائر
|
كولومبو
سيريلانكا
|
هافانا
كوبا
|
نيودلهي
الهند
|
هراري
زمبابوي
|
بلغراد
يوغسلافيا
|
جاكرتا
اندونيسيا
|
قرطاجة
كولومبيا
|
شـكـل 1
- إنّ
تـحـرّر شـعـوب الـعـالـم الـثـالـث سـيـاسـيـا لـم يـنـه عـمـلـيـة الـنـهـب
والإسـتـغـلال الـذي كـانـت تـمـارسـه الـقـوى الإسـتـعـمـاريـة عـلـيـهـا إذ تـمّ
تـقـنـيـن عـمـلـيـة الـنـهـب بـوضـع مـيـكـانـيـزمـات نـظـام إقـتـصـادي مـن طـرف
الـدول الـمـتـقـدمـة بـعـد نـهـايـة الـحـرب الـعـالـمـيـة الـثـانـيـة فـي
غـيـاب دول الـعـالـم الـثـالـث، بـحـيـث أصـبـحـت تـتـحـكـم فـي الـمـؤسـسـات
الإقـتـصـاديـة الـعـالـمـيـة عـن طـريـق الـتـمـويـل والـتـمـوقـع والـتـوجـيـه
كـمـا تـبـيـنـه مـعـطـيـات الـجـدول شـكـل 2.
الـبـيـان
|
الـمـوقـع
|
- مراكز تحديد أسعار المواد الخام
(المعادن والطاقة وغيرها)
-
مراكز المؤسسات المالية العالمية (صندوق النقد الدولي - البنك العالمي ).
-
مراكز أهم البورصات العالمية.
-
العملة المرجعية في المبادلات التجارية.
|
-
بورصة نيويورك ( و . م. أ ) ولندن (بريطانيا ).
-
واشنطن ( م . م . أ ).
-
نيويورك- لندن-طوكيو-باريس... إلخ
-
الدولار الأمريكي.
|
3 - دور
الـجـزائـر فـي مـسـار الـحـركـة :
مـن خـلال الـمـعـطـيـات
الـسّـابـقـة يـتـبـيـن لـنـا تـأثـيـر احـتـكـار الـشـمـال لـلإقـتـصـاد
الـعـالـمـي فـي اتـسـاع الـهـوة بـيـن الـشـمـال الـغـنـي والـجـنـوب الـفـقـيـر،
حـيـث لا يـزال هـذا الأخـيـر يـئـن تـحـت وطـأة الـمـديـونـيـة وإهـدار ثـرواتـه،
وهـو مـا كـرّس واقـع الـتـخـلّـف فـيـه الأمـر الـذي أدى بـالـجـزائـر إلـى
الإلـتـفـات إلـى هـذا الـجـانـب الـخـطـيـر - الـواقـع الإقـتـصـادي- عـن طـريـق
تـرقـيـة وتـدعـيـم الـتـعـاون بـيـن الـدول الـمـتـخـلـفـة ( الـتـعـاون جـنـوب
جـنـوب ) لأنـه كـفـيـل بـإعـطـاء دول الـجـنـوب قـوة تـمـكّـنـهـم مـن الـوقـوف
أمـام الـدول الـمـتـقـدمـة فـي إطـار الـحـوار بـيـن الـشـمـال والـجـنـوب
لـلـمـطـالـبـة بـإعـادة الـنـظـر فـي الـعـلاقـات الإقـتـصـاديـة الـراهـنـة،
وذلـك بـإقـامـة عـلاقـات اقـتـصـاديـة جـديـدة مـبـنـيـة عـلـى الإنـصـاف
والـعـدل ( نـظـام اقـتـصـادي عـالـمـي جـديـد ) لـقـد تـجـاوب الـمـجـتـمـع
الـدّولـي مـع هـذه الـفـكـرة بـعـقـد دورة طـارئـة لـلـجـمـعـيـة الـعـامـة
لـلأمـم الـمـتـحـدة سـنـة 1974، وذلـك بـطـلـب مـن الـجـزائـر حـيـث ألـقـى
فـيـهـا الـرئـيـس هـواري بـومـديـن بـاعـتـبـاره رئـيـسـا لـحـركـة عـدم
خـطـابًـا جـاء فـيـه مـا يـلـي :
"
تـتّـسـم الـعـلاقـات الـدولـيـة الـيـوم إلـى حـدّ بـعـيـد بـطـابـع الـمـواجـهـة
الـشـامـلـة والـمـتـعـددة الأشـكـال بـيـن قـوى الـتـحـرر وقـوى الـسـيـطـرة
والإسـتـغـلال والـواقـع أنّ الـقـوى الاسـتـعـمـاريـة والإمـبـريـالـيـة لـم
تـقـبـل بـمـبـدأ حـق الـشـعـوب فـي تـقـريـر مـصـيـرهـا إلاّ بـعـد أن تـمـكـنـت
مـن إقـامـة الـهـيـاكـل وابـتـكـار الأجـهـزة الـتـي تـضـمـن إسـتـمـرار نـظـام
الـنـهـب الـذي أقـامـتـه خـلال الـعـهـد الاسـتـعـمـاري".
الـخـاتـمـة
:
يـعـتـبـر مـؤتـمـر الـجـزائـر 1973
نـقـطـة تـحـول فـي مـسـار حـركـة عـدم الانـحـيـاز، حـيـث أثـرى وعـمـق مـفـهـوم
الاسـتـقـلال الشـامـل، فـأضـحـى بـذلـك مرجـعـيـة للـحـركـة الآن.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire